حتى أن المياه وصلت إلى باب الأعظمية وجرفت المياه (تابية الفتح) فتخربت بسبب ذلك الابراج الكبيرة للمدينة وما جاورها من الابنية المهمة.
وعلى هذا أبدى الوزير ما أبدى من همة عظيمة لإعادة بناء (تابية الفتح) (قرب مقبرة الشيخ عمر السهروردي في غربيها) والأبنية اللازمة فعمرها مجددا وبذل ما في وسعه من قدرة.
ولما رأى أن قد استولت المياه في جانب الكرخ على المنطقة وصارت تصب مياه الفرات في دجلة تحول إلى دار حكومته في الجانب الغربي. وفي هذا الحين فتح الانهار لتصب في دجلة واتخذ لها قناطر وجسورا كما أنه عمل سدتين محكمتين. قام بهذا العمل بنفسه وجمع خلقا كثيرا للعمل تسهيلا للمارة ذهابا وإيابا. وهذه بقيت في حالة ينتفع بها مدة.
ولما سمع كل من والي آمد (ديار بكر) مرتضى باشا وولاة الموصل وكركوك بما جرى على بغداد جاؤوا للخدمة وما يقتضي لها من المحافظة .. فنصبوا خيامهم في صحاريها وقاموا بما لزم.
حوادث سنة ١٠٦٩ ه ـ ١٦٥٨ م
أعمال أخرى :
لم تمض إلا مدة قليلة حتى ورد الفرمان بلزوم ذهاب مرتضى باشا إلى جهة الاناضول للقضاء على حسن باشا أبازه وأعوانه فذهب.
أما هذا الوالي فإنه كان محبا للخير ، مراعيا أعمال البر والأمور النافعة. ومن أعماله أنه عمّر قبّة عثمان ذي النورين (رض) وأرسل من يقوم بذلك لما علم أن بناءها قد تداعى وعمل لها ستارا. وبذلك بذل مبالغ طائلة. ولا تزال مبراته باقية.