استبد بالأمور وأبدى المقدرة الكاملة سواء مع السفراء أو الوفود أو غيرهم. وكذا ارتاب من اللقب الذي لقب نفسه به (سردار سلطان).
ولما كانت السلطنة لا تقبل الشركة في النفوذ والتسلط وجب أن يقف عند حد فلم يحتمل السلطان أوضاعه هذه فقتله في ٢١ رمضان سنة ٩٤٢ ه أي بعد مضي نحو سنة بسيف الغدر الذي قتل به إسكندر وصهره.
ثم تولى الوزارة سبعة من مماليك إسكندر چلبي ، أكبرهم الصوقوللي وكان إبراهيم باشا تقدم عند السلطان بجماله وموسيقاه وبدت حينئذ مواهبه فنال أعز مكانة عرفت في أعز أيام هذه السلطنة وهو رومي ما زال يتقدم ويترقى حتى وصل إلى هذه المنزلة ولكنه استولى عليه الغرور ، ولم يفكر في أصل مكانه الأول ، وما ناله بعد أن كان من المماليك فوصل إلى هذا الموقع الممتاز.
لذا كان سقوطه هائلا ، كأن لم يغن بالأمس (١) ... كذا قالوا. وأشاروا أنه أول من خرقت به عادة نصب الوزراء من غير أهل المكانة من الأعيان والوجوه.
والملحوظ هنا أن أعوان إسكندر چلبي استفادوا من انفصال السلطان عن الوزير فتمكنوا من إغرائه عليه للوقيعة به ، نظرا لتكاتفهم وكانوا عصبة حتى نالوا الوزارات بعده. جاؤوا من الطريق التي توصل بها إلى الحكم.
٩ ـ الجامع السليماني ـ جامع السراي :
ويسمى (جامع جديد حسن باشا). وسميت المحلة أخيرا باسم جديد حسن باشا. ولم نقف على اسم الجامع القديم قبل تعمير السلطان
__________________
(١) كذا. ص ٤٨٩.