يحذر الوزير من سواه ، فرتب عليه بعض الوسائل للوقيعة به. منها أنه أبدى وجود سراق للخزانة ، وتكون شغب كان هيأه ولكن هذا عرف أمره إلا أنه خفي أمره على السلطان.
وكان أيضا رأي الوزير الأعظم من إسكندر جلبي أنه نهاه أن يلقب نفسه (سردار سلطان) ومعناه قائد السلطان ويقرأ بكسر الراء الثانية على الإضافة الفارسية إلا أنه لو سهل فلم تكسر راؤه لكان معناه السلطان صاحب القيادة العامة ... فلم يلتفت لذلك وعده رقابة له.
ومهما كان الأمر أوغر الوزير قلب السلطان على إسكندر چلبي فعزله قرب همذان ثم زاد في تخويفه من بقائه فصلبه في بغداد في (٨ رمضان سنة ٩٤١ ه) وهذا أوجب استياء عاما ونفرة من الكل وعرف أن ذلك بتدبير من الوزير الأعظم. وكذا حذر السلطان من صهره حسين چلبي وسول له قتله فضرب عنقه.
وهذا الحادث ـ وإن كان أدى إلى الاستيلاء على ثروة هذا الدفتري وعلى مماليكه الذين يبلغون السبعة آلاف ـ قد أثر في نفس السلطان كثيرا وندم على فعلته بمتابعة هذا الوزير حتى أن المؤرخين يقصون أنه رأى رؤيا مزعجة جدا فيها يلومه المقتول لارتكابه الوقيعة به ، بحيث إنه شوهدت صيحات عظمى صدرت منه وهو نائم فانتبه مذعورا. وهذه تعين درجة ما حصل له وفي الصباح زار مراقد الأئمة ـ ويقال إن هذه الزيارة تسكين لما استولى عليه من الاضطراب فأزعجه (١).
وفي عودته كان يكتم عن الوزير الأعظم إبراهيم باشا الوقيعة به والانتقام منه. وكان إبراهيم باشا استحوذ على السلطان وملك سمعه وبصره ولكنه رأى منه بعض أفعال استاء منها فرآه اكتسب طورا مهما.
__________________
(١) تاريخ صولاق زاده ص ٤٩٠.