برأيه ، ولم يحسن التصرف كحافظ أحمد باشا فأدى عمله إلى القضاء على الجيش ومهماته وذهبت كل التدابير هباء ...
مهاجمة الحلة :
هاجم الشاه بنفسه الحلة بنحو أربعين ألف جندي بعد أن رآها استعصت على جيوشه فحاصرها لمدة ثلاثة أشهر وكان محافظها آنئذ خليل باشا فلم يصل إليه المدد وكان أصاب الدولة العثمانية قحط وبيل فلم تتمكن من معاونته بل كانت في حالة اضطراب من جراء هذا الغلاء. فقطع أمله من المعاونة ولم يفكر إلا في طريقة الخلاص من هذه الغائلة المحدقة به. وكانت مدة الحصار بلغت الثلاثة أشهر أو الأربعة ففي بعض الأيام هجم بما لديه من فوارس على جبهة من جبهات العدو فخرقها وتمكن من الخروج ولم يتمكن منهم العدو بشيء فوصل إلى الموصل. كان لهذه الشجاعة التي أبداها في شق الجبهة مما تذكر له وتزيد في سمعته. وحينئذ أوقع العجم بأهل الحلة ما شاؤوا من قتل ونهب.
وفي اليوم التالي نادى المنادي بالأمان فانقطع النهب وكفوا عن الغارة والقتل. وإن الجنود التي بقيت في المؤخرة طلبت الأمان.
ثم عاد الشاه ومن معه من الجنود العثمانيين الذين طلبوا الأمان إلى بغداد وسير الروم وهم الجنود إلى الموصل ومنها توجه إلى إيران. ولم ينج منهم إلا القليل. سير الجنود الرومية إلى أوطانهم ولطفهم وأذن لهم بالذهاب. ثم أمر أن يعمر مرقد الإمام على (رض) فبوشر بالعمل في الحال. وأما الحلة فإنه ضيق عليها وأذل أهليها وأمر أن تبنى قلعة محكمة هناك ويتخذ خندق فشرع في العمل فدمرت دور وبساتين وحدائق للأهلين فتضرروا كثيرا (١).
__________________
(١) تاريخ نعيما ج ٣ ص ٦٥.