لشدة ما ناله من الجوع فلما وصلوا الزاب أخذوا راحة ، وتيسر لهم أن يجدوا الطعام والأرزاق فمضوا من هناك إلى الموصل وحينئذ أعطيت لهم مواجبهم بتمامها ... كما منح الوزير ايالة الموصل إلى بكر آغا الذي جاء من البصرة وعين حسن باشا الچركسي لمحافظة الموصل ... وكتب ما وقع إلى الآستانة فجاءه الجواب أن يشتي هناك ...
قال كاتب چلبي هذا مجمل ما أمكن إيراده بوجه الاختصار ... وأقول : إن هذا ملخص ما نقل عن كاتب چلبي والتفصيلات تخص الجيش العثماني ووحداته وأسماء أمرائه مما لا يهم العراق كثيرا ...
خلاصة في حصار بغداد :
إن الوزير الأعظم حافظ أحمد باشا حاصر بغداد بالوجه المشروح. وكان مدبرا ، ومفكرا عميقا ... ولم يكن هذا الحصار موافقا لرغبته كما قصه شاهد عيان (كاتب چلبي) وكان من رأيه التسلط على النقاط الحربية المهمة لقطع طريق إمداد الشاه فلم يفلح فتابع رغبة الأمراء الذين كانوا معه فابتدأ بمحاصرة بغداد ... وفي خلال الحصار تم الاستيلاء على الحلة وكربلاء كما أدى إلى حرب دامية قتل فيها الألوف من الطرفين إلا أنه لم يتيسر الاستيلاء على المدينة وحين سمع الشاه وافى بنفسه وكان هذا ملحوظا. فأرسل في مقدمته زينل خان بثمانين ألفا ولما وصلوا إلى شهربان سير قاسم خان بوجه السرعة ابنه كلب علي خان بخمسمائة من الخيالة وأرسل مع كل واحد كيسا من البارود لإمداد المحصورين فاخترقوا الجبهة سحرا وعلى حين غرة فمضوا إلى المحصورين وأمدوهم ... وبهذا أنسي ما أصاب والده قاسما في الموصل من كسرة وأن حافظ أحمد باشا صد جيش زينل خان الذي سار من شهربان إلى قرية بهرز ليعبر ديالى ... ولكن سار الشاه بقوته لإمداد جيوشه ...