إليه بالوجه المذكور فلم يتيسر الاستيلاء نظرا لقلة ذخيرة العسكر ، والتجهيزات. ومما عسر الأمر أن جهان شاه قد توفى في الأثناء فخلفه السلطان محمود ملك كجرات (١) فلم يساعد مما صعب الأمر ودعا للعودة. ولم تعرف آنئذ قدرة العثمانيين من جهة أن الأسطول البرتغالي لم يستطع أن يقاومهم ، أو يتحارب معهم. وعلى كل أصابته الرهبة والظاهر أنه فر من وجههم خوفا ورعبا ، أو لم تكن فيه استطاعة لمقاومته فلم يتأهب للطوارىء ، وأن سطوة الأسطول العثماني كانت ظاهرة للعيان من جراء اكتساحها مدينتين عظيمتين من مستملكات الهند. فكانت هذه السفرة من بواعث الأسفار الأخرى فقد دعت إلى آمال السيطرة على البحر المحيط الهندي (٢) ...
ومن ثم تزايدت علاقات الحكومة العثمانية بالهند وأمرائه ففي سنة ٩٥٠ ه أرسلت الحكومة العثمانية سفينة حربية بقيادة (يوسف تركي) ، وأخرى بقيادة (حسين تركي) إلى حاكم كجرات وفيها من المهمات وآلات الحرب مع عساكر لمعاونة الحاكم المشار إليه إلا أنه لا تعطف أهمية كبرى لأمثال هذه وإنما تعد العمارة الكبرى ما كانت أيام سليمان باشا فإنها يحسب لها حسابها.
وإن العثمانيين بعد أن سحبوا أسطولهم «أيام سليمان باشا» عاد البرتغال إلى عدن فاتحد الأهلون معهم وسلموا البلد إليهم لما رأوا من العثمانيين ما أبعدهم عنهم. وفي تلك الأثناء كان الأميرال في البحر الأحمر (پيري بك رئيس) المشهور فأرسلته الحكومة إلى تلك الأطراف للتنكيل بالعدو فتمكن من استرداد عدن. ذلك ما دعا السلطان أن يبتهج
__________________
(١) في ١٣ ربيع الأول سنة ٩٦١ ه ـ ١٥٥٤ م توفي محمود شاه ابن لطيف شاه المذكور. قال في النور السافر في زمنه أخذ الإفرنج (البرتغال) الديو من المسلمين (ص ٢٥٢) هذا مع أن مدينة ديو قد استولى عليها البرتغال قبل سلطنته.
(٢) أسفار بحريه عثمانية ج ١ ص ٤٢٢ ومرآة الممالك ص ٤.