ولا شكّ أن الوصول لمثل هذا أمر متعسر على
الجميع ولا يحلق في سماء فضيلته إلاّ الكمّل من الناس وبدرجات متفاوتة هي على قدر هِمّة الساعين إليه.
ذو
حظٍ عظيم :
ولأجل هذه الحقيقة القائمة بين الناس
نرى الآية القرآنية المباركة التي تلتها تصرّح بهذا الأمر. إذ تقول (
وَمَا
يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )
فهي تعلن أن مبدأ الرفق والبلوغ من خلاله إلى درجة الدفع بالتي هي أحسن حتى يصير كأنه وليٌّ حميم ، أمر يليق بالعينات السائرة في درب التكامل ، وقد استحقت الدخول في زمرة الذين صبروا وطبيعي أن هذه الزمرة هي من ذوات « الحظ العظيم » أي من ذوات الرأي السديد ، والعقل الراجح ، والرعاية الخاصة ، والنصيب الأوفر في مجال الفيوضات الربانية بما يستحقونه على صبرهم وتحملهم في سبيل الله ، وبما لهم من حظٍّ وافر في مكارم الاخلاق وفواضل السجايا.
فهنيئاً للصابرين منّا في درب الإسلام العزيز
( الَّذِينَ
صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
( ... وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ
إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
* أُولَئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ ) .
في حديث قدسي شريف ـ يسنده الإمام الصادق
عليهالسلام
إلى رسول
__________________