والرفق لا يعجز عنه شيء والتبذير لا يبقى معه شيء ، إنّ الله عزّ وجلّ رفيق يحبّ الرفق » (١).
عن هشام بن أحمر ، قال : جرى بيني وبين رجل من القوم كلام ، فقال لي أبو الحسن عليهالسلام : « ارفق بهم ، فإنّ كُفرَ أحدهم في غضبه ، ولا خير في من كان كفره في غضبه » (٢).
وفي كلام بعض الصالحين : ما تكلّم الناس بكلمة صعبة ، إلاّ وإلى جانبها كلمة ألين منها تجري مجراها (٣).
ركّز الإسلام كثيراً عنايته بحقوق المؤمنين بعضهم على بعض ، حفظاً لكرامة الإنسان المؤمن ، وصيانة للمجتمع ورصّاً لصفوفه ، قال تعالى : ( وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) (٤).
والرفق واحد من تلك الحقوق التي ينبغي حفظها ، وفي ( رسالة الحقوق ) التي أفاض بها الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام أكمل دستور يتناول شعب الحقوق وجوانبها وألوانها ، وفيها تجد للرفق حظّه المبرّز وهو يوزعه على أولى الفئات التي ينبغي أن يحفظ لها حقّها فيه ،
__________________
(١) الكافي ٢ : ١١٩ / ٩ باب الرفق.
(٢) الكافي ٢ : ١١٩ ـ ١٢٠ / ١٠ باب الرفق.
(٣) إحياء علوم الدين ٣ : ١٨٦.
(٤) التوبة ٩ : ٧١.