وسائلٍ هل أتى نصٌّ بحقِّ علي |
|
أجبتهُ (هل أتى) نصٌّ بحقِّ علي |
فظنّني مذ غدا منّي الجوابُ لهُ |
|
عينُ السؤالِ صدى من صحفةِ الجبلِ |
وما درى لا درى جدّاً ولا هزلاً |
|
أنّي أريدُ بذاكَ الجدّ لا الهزلِ |
وقال من قصيدة أخرى :
ومَنْ أتى في حقّهِ (هل أتى) |
|
نعم وفي أولادهِ (قل لا) |
وفي هذا البيت اكتفاء ، وهو من أنواع البديع ، ومثله قولي : في فتى قد ربط يده إلى عنقه.
رؤياكَ للسادةِ تُغني عن فدك |
|
فاسمح لنا اليوم (ولا تجعل يدك) |
أراد المغفور له العمري قوله تعالى : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَى) (١) ، وأردت قوله تعالى : (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلّ الْبَسْطِ) (٢). فأهل الكوفة ما رعت حرمة للحسين سبط نبيهم (صلّى الله عليه وآله) ، ولا وعت بما جاء في حقّه بالذكر الحكيم.
قال الشاعر :
إذا اللهُ أثنى بالذي هو أهُلهُ |
|
عليهِ فما مقدارُ ما تمدحُ الورى |
وكأنّ أجرَ المصطفى في آلهِ |
|
أن يمنعوهُ وردَ ماءٍ قد طما |
أجر : أجر الرجل على كذا ، كافأه وأثابه عليه. وطما الماء : أي كثر. قال أرباب السير : منع أهل الكوفة الحسين وصبيانه من الماء ثلاثة أيام. وذكر سبط ابن الجوزي (٣) عند ذكره للجيش الكوفي قال : فنزلوا مقابلهم ومنعوهم الماء ثلاثة أيّام ، فناداه عبد الله بن حصير الأزدي : يا حسين ، ألا تنظر إلى الماء كأنّه كبد السماء؟ ووالله ، لا تذوق منه قطرة حتّى تموت عطشاً. فقال الحسين (عليه السّلام) : «اللهم اقتله عطشاً ، ولا تغفر له أبداً». فكان بعد ذلك يشرب الماء ولا يروى حتّى مات عطشاً. وناداه عمرو بن الحجّاج : يا حسين ، هذا الماء تلغ فيه
__________________
(١) سورة الشورى ص ٢٣.
(٢) سورة الإسراء ص ٢٩.
(٣) انظر سبط ابن الجوزي ـ التذكرة ـ ص ١٤١.