هنا ساعدٌ للحسينِ القتيل |
|
أبادَ الطغاةَ وفرسانَها |
هنا مسلمٌ باعثُ المكرمات |
|
يحطّمُ بالسيفِ أوثانَها |
هنا هانئ ذو الفداءِ الذي |
|
أخافَ العداةَ وسلطانَها (١) |
هنا ميثمٌ ينشدُ العالمين |
|
على منبرِ الشتقِ فرقانَها (٢) |
هنا كوفةُ الجندِ فيها الطغاة |
|
أطاعت على البغي شيطانَها |
هنا حلّقت أنفسُ الطاهرين |
|
فأعلت بذلك برهانَها |
هنا تغمرُ الروحُ نفسَ الأديب |
|
فتلهبُ بالشعرِ إيمانَها |
هنا رفرفت أكبدُ المؤمنين |
|
لتظهرَ للآلِ أحزانَها |
لقد أفاضت الأخبار في فضل الكوفة ومسجدها. وفي البحار عن الرضا (عليه السّلام) ، عن آبائه (عليهم السّلام) ، قال : «ذكر علي الكوفة فقال : يُدفع البلاء عنها كما يُدفع عن أخبية النبي (صلّى الله عليه وآله)». وعن ابن نباتة قال : بينا نحن ذات يوم حول أمير المؤمنين (عليه السّلام) في مسجد الكوفة إذ قال : «يا أهل الكوفة ، لقد حباكم الله (عزّ وجلّ) بما لم يحبُ به أحداً ؛ ففضّل مصلاّكم وهو بيت آدم ، وبيت نوح ، وبيت إدريس ، ومصلّى إبراهيم الخليل ، ومصلّى أخي الخضر ، ومصّلاي. وإنّ مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله (عزّ وجلّ) لأهلها ، وكأنّي به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم ، يشفع لأهله ولمَنْ صلّى فيه فلا تردّ شفاعته ، ولا تذهب الأيّام حتّى ينصب الحجر الأسود فيه (٣) ، وليأتين زمان يكون مصلّى المهدي من ولدي ، ومصلّى كلّ
__________________
(١) هو هاني بن عروة زعيم مذحج ، مرّت ترجمته.
(٢) كان ميثم التمار من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وكان أولاً عبداً لامرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأعتقه ، وهو من خلّص أصحابه الذين علّمهم علم المنايا والبلايا ، وقد أخبره (عليه السّلام) بكيفية قتله ، وأنّه يُصلب عاشر عشرة ، وأراه النخلة التي يُصلب على جذعها ، وحدّثه كيفية إلجامه بلجام من حديد ، وطعنه بالحربة ووفاته.
وقد طلبه ابن زياد وسجنه ، ثمّ أخرجه وصلبه كما ذكر أمير المؤمنين (عليه السّلام) له من قبل ، وكان قتله قبل قدوم الحسين (عليه السّلام) العراق بعشرة أيام سنة ٦٠ هجـ.
(٣) هذه من مغيّباته التي ذكرها (عليه السّلام) قبل وقوعها ، ويشير بكلامه هذا إلى القرامطة ورئيسهم أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي ؛ فإنّه أظهر أمره