إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحسين في طريقه إلى الشهادة

الحسين في طريقه إلى الشهادة

الحسين في طريقه إلى الشهادة

تحمیل

الحسين في طريقه إلى الشهادة

182/260
*

هنا ساعدٌ للحسينِ القتيل

أبادَ الطغاةَ وفرسانَها

هنا مسلمٌ باعثُ المكرمات

يحطّمُ بالسيفِ أوثانَها

هنا هانئ ذو الفداءِ الذي

أخافَ العداةَ وسلطانَها (١)

هنا ميثمٌ ينشدُ العالمين

على منبرِ الشتقِ فرقانَها (٢)

هنا كوفةُ الجندِ فيها الطغاة

أطاعت على البغي شيطانَها

هنا حلّقت أنفسُ الطاهرين

فأعلت بذلك برهانَها

هنا تغمرُ الروحُ نفسَ الأديب

فتلهبُ بالشعرِ إيمانَها

هنا رفرفت أكبدُ المؤمنين

لتظهرَ للآلِ أحزانَها

لقد أفاضت الأخبار في فضل الكوفة ومسجدها. وفي البحار عن الرضا (عليه السّلام) ، عن آبائه (عليهم السّلام) ، قال : «ذكر علي الكوفة فقال : يُدفع البلاء عنها كما يُدفع عن أخبية النبي (صلّى الله عليه وآله)». وعن ابن نباتة قال : بينا نحن ذات يوم حول أمير المؤمنين (عليه السّلام) في مسجد الكوفة إذ قال : «يا أهل الكوفة ، لقد حباكم الله (عزّ وجلّ) بما لم يحبُ به أحداً ؛ ففضّل مصلاّكم وهو بيت آدم ، وبيت نوح ، وبيت إدريس ، ومصلّى إبراهيم الخليل ، ومصلّى أخي الخضر ، ومصّلاي. وإنّ مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله (عزّ وجلّ) لأهلها ، وكأنّي به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم ، يشفع لأهله ولمَنْ صلّى فيه فلا تردّ شفاعته ، ولا تذهب الأيّام حتّى ينصب الحجر الأسود فيه (٣) ، وليأتين زمان يكون مصلّى المهدي من ولدي ، ومصلّى كلّ

__________________

(١) هو هاني بن عروة زعيم مذحج ، مرّت ترجمته.

(٢) كان ميثم التمار من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وكان أولاً عبداً لامرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأعتقه ، وهو من خلّص أصحابه الذين علّمهم علم المنايا والبلايا ، وقد أخبره (عليه السّلام) بكيفية قتله ، وأنّه يُصلب عاشر عشرة ، وأراه النخلة التي يُصلب على جذعها ، وحدّثه كيفية إلجامه بلجام من حديد ، وطعنه بالحربة ووفاته.

وقد طلبه ابن زياد وسجنه ، ثمّ أخرجه وصلبه كما ذكر أمير المؤمنين (عليه السّلام) له من قبل ، وكان قتله قبل قدوم الحسين (عليه السّلام) العراق بعشرة أيام سنة ٦٠ هجـ.

(٣) هذه من مغيّباته التي ذكرها (عليه السّلام) قبل وقوعها ، ويشير بكلامه هذا إلى القرامطة ورئيسهم أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي ؛ فإنّه أظهر أمره