أقرّ على الأرضِ من ظهرها |
|
إذا ململَ الرعبُ أقرانَها |
تزيدُ الطلاقةُ في وجههِ |
|
إذا غيّرَ الخوفُ ألوانَها |
ولمّا قضى للعُلا حقّها |
|
وشيّدَ بالسيفِ بنيانَها |
ترجّلَ للموتِ عن سابحٍ |
|
لهُ أخلتِ الخيلُ ميدانَها |
ثوى زايدُ البشرِ في صرعةٍ |
|
لهُ العزُّ حبّبَ لقيانَها |
كأنَّ المنيّةَ كانت لديه |
|
فتاةٌ تواصلُ خلصانَها |
جلتَها لهُ البيضُ في موقفٍ |
|
بهِ أنكلَ السمرُ خرصانَها |
وأصبحَ مشتجراً للرماح |
|
تُحلّي الدما منهُ مرّانَها |
عفيراً متى عاينتهُ الكماة |
|
يختطفُ الرعبُ ألوانَها |
فما أجلت الحربُ عن مثلهِ |
|
صريعاً يجبّنُ شجعانَها |
تريبُ المحيّا تظنُّ السما |
|
بأنَّ على الأرضِ كيوانَها |
ذكر الحسيني (١) قال : ومَنْ يطلب ما طلبه الحسين (عليه السّلام) ، ويجاهد لأمّته تقرّباً إلى الله وإعلاء لكلمته ، يوطن النفس على الموت ، والحسين أولى بعزّة النفس من سواه ، وفي كلّ حال فالحسين مجتهد في دينه ، مجاهد لأمّة جدّه ، عاش سيّدا زكيّاً حميداً ، ومات بأجله كريماً شهيداً ، وإذا لم يصل إلى غرضه فقد قضى ما عليه. وَمَبلَغُ نَفسٍ عُذرَها مِثلُ مَنجَحِ ويغلب المقدار على التقديرِ! كما قال أبوه (كرّم الله وجهه). وللسيد ابن شهاب من قصيدة له يرثي الحسين (عليه السّلام) بقوله :
أجلْ قدرةُ المولى تبارك أنفذت |
|
إرادته طبقَ القضاءِ المحتّمِ |
وإليك ما قاله في شجاعته صاحب (إسعاف الراغبين) : كان الحسين (عليه السّلام) شجاعاً مقداماً من حين كان طفلاً. وذكر ابن أبي الحديد قال : فيما افتخرت
__________________
(١) انظر علي جلال الحسيني ـ الحسين ـ ٢ / ١٧٥.