و (شاطئُ الفرات) عمّ ثمّ خصْ |
|
لكنّ هذا نادرٌ لمَنْ فحصْ |
وطوله (لج نه) والعرض (لدم) |
|
لأحدث الأرصاد لا لذي قدم (١و ٢) |
والحدّ منه خمسة الفراسخْ |
|
في مثلها حرمة قبر شامخْ |
وحدّ في أربعة بالمثلِ |
|
ووجّهوه بازدياد الفضلِ |
وذاك مثلُ ما يوجّه الخبرْ |
|
بالحائرِ المحدودِ سبعة عشرْ |
قال أبو دهبل الجمحي يرثي الحسين (عليه السّلام) ومَنْ قُتل معه بالطفّ ، وقيل : لسليمان بن قتة (٣).
مررتُ على أبياتِ آلِ محمدٍ |
|
فلم أرها أمثالها يوم حلّتِ |
ألم ترَ أنّ الشمسَ أضحت مريضةً |
|
لفقدِ حسين والبلادَ اقشعرّتِ |
وكانوا رجالاً ثمّ صاروا رزيةً |
|
ألا عظمت تلكَ الرزايا وجلّتِ |
أتسألنا قيسٌ فنعطي فقيرَها |
|
وتقتلُنا قيسٌ إذا النعلُ زلّتِ |
وعند غنيٍّ قطرةٌ من دمائنا |
|
سنطلبُها يوماً بها حيث حلّتِ |
فلا يبعدُ اللهُ الديارَ وأهلَها |
|
وإن أصبحت منهم برغمي تخلّتِ |
فإنّ قتيلَ الطفِّ من آلِ هاشمٍ |
|
أذلَّ رقابَ المسلمينَ فذلّتِ |
وجا فارسُ الأشقينَ بعدُ برأسهِ |
|
وقد نَهِلت منه الرياحُ وعلّتِ (٤) |
وقال أيضاً يذكر الطفّ :
تبيتُ النشاوى من اُميّة نوّماً |
|
وبالطفِّ قتلى ما ينامُ حميمُها |
وما أفسدَ الإسلامَ إلاّ عصابةٌ |
|
تأمّر نوكاها فدامَ نعيمُها (٥) |
فصارت قناةُ الدينِ في كفِّ ظالمٍ |
|
إذا اعوجّ منها جانبٌ لا يقيمُها |
__________________
(١) أي ٣٣ درجة و ٥٥ دقيقة.
(٢) أي ٣٤ درجة وأربعين دقيقة.
(٣) انظر الإصبهاني ـ مقاتل الطالبيِّين ـ ص ١٢١ ، مصر.
(٤) لم يذكر الإصبهاني في مقاتله هذا البيت ، وقد ذكره غيره من المؤرّخين.
(٥) نوكى : مفردها أنوك. والأنوك : الأحمق ، والأشد حمقاً ، والجاهل.