ومما أخذ فيه برأي الكوفيين :
١ ـ يجوز الفصل بين المتضايفين بالمفعول.
٢ ـ جواز العطف على الضمير المجرور بغير إعادة الجارّ.
وهناك مسائل وافق فيها المذهبين معا ، ومن أبرزها :
١ ـ قوله : «باب حروف الجر» ، ثم قوله : «حروف الإضافة».
٢ ـ قوله : «الاسم مشتق من السمو» وهو العلو ، ثم قوله : «الاسم مشتق من السمة» وهي العلامة.
ثانيا : اختياراته النحويّة :
أخذ النحاة ـ أيام ناظر الجيش ـ نحوهم من أئمة النحو ورجاله المبرزين ، فتخصصوا في قراءة كتبهم ، والتنقيب فيها ، ومناقشتها ... وإذا كانت بعض هذه الكتب تموج بآراء البصرة ، والكوفة ، وبغداد ، إلى جانب آراء خاصة واجتهادات انفرد بها بعضهم ـ فإنه لم يكن أمام هؤلاء النحاة إلا أن يوازنوا بين ما يجدون. فما وجدوه مستقيما ـ في رأيهم ـ أخذوا به ، وأيدوه مستندين في ذلك إلى القرآن الكريم والحديث الشريف ، وشواهد الشعر ، والنثر ، والقياس ، والسماع والتعليل.
وإلا لم يلتفتوا إليه دون نظر إلى قدر صاحب هذا الرأي ، أو منزلته عند غيرهم. ينضاف إلى ذلك أنهم لم يكونوا يقتصرون على تأييد ، أو توجيه آراء سواهم ، وإنما كانوا ـ أحيانا ـ يصدرون آراء خاصة ، وبحوثا ينفردون بها مما أعطى النحو ، والنحاة في تلك الفترة طابعا مميزا.
وناظر الجيش واحد من هؤلاء .. وتلك أبرز اختياراته ، واجتهاداته (١) :
١ ـ «معنى «من» هو ابتداء الغاية ، وهذا المعنى لازم لها ، ثم قد يقصد بها معنى آخر منضمّا إلى معنى الابتداء ، ويدل على ذلك المعنى الزائد سياق
__________________
(١) انظر المبحث السابق.