[احتمال الماضي للحال والاستقبال]
قال ابن مالك : (ويحتمل المضيّ والاستقبال بعد همزة التّسوية وحرف التّحضيض وكلّما وحيث وبكونه صلة أو صفة لنكرة عامّة).
______________________________________________________
أي أسقيته إذا تغورت النجوم.
ومنها : إضافة اسم الزمان المستقبل إليه ، نحو خروج زيد إذا قام عمرو أي إذا يقوم عمرو.
ومنها : عطفه على المستقبل وعطف المستقبل عليه ، نحو قعد زيد وسيقوم ، أي سيقعد زيد وسيقوم ، وكذا سيقوم زيد وقعد أي : وسيقعد (١) وهذه الثانية (٢) قالها المصنف (٣).
ومنها : وقوعه في صلة لما المصدرية إذا كان العامل فيها المستقبل ، كقولك : افعل خيرا ما دمت حيّا أي ما تدوم حيّا ؛ إلا أن العرب لا تستعمل بعدها إلا الماضي (٤) ؛ لأن معنى الكلام كمعنى الشرط المحذوف الجواب لدلالة ما تقدم عليه ، كأنك قلت : افعل هذا ما دمت حيّا وهم لا يحذفون جواب الشرط إلا إذا كان فعل الشرط ماضيا كقولهم : أنت ظالم إن فعلت ، ولا يقولون : إن تفعل.
قال ناظر الجيش : اعلم أن المراد بالاحتمال أن الماضي إذا وقع بعد ما ذكره جاز أن يراد به المضي في محل ، وأن يراد به الاستقبال في محل آخر. وذلك بحسب ما يفهم من السياق ؛ وقد يحتملهما في محل واحد ويختلف حينئذ التأويل. ـ
__________________
على صرف ندمان لأن مؤنثه بالتاء (شذور الذهب : ص ٤٩٠).
ترجمة الشاعر : هو البرج بن مسهر بن جلاس بن الأرت الطائي ، شاعر من معمري الجاهلية ، كانت إقامته في بلاد طيّئ (بلاد شمر اليوم) مات قبل الهجرة بنحو ثلاثين سنة ، له شعر في ديوان الحماسة.
انظر ترجمته في الأعلام (٢ / ١٦).
(١) في التمثيل لف ونشر مشوش : المثال الأول للقاعدة الثانية والمثال الثاني للقاعدة الأولى.
(٢) أي المسألة الثانية من مسائل صرف الماضي إلى المستقبل ، وهي عطف الماضي على المستقبل.
(٣) انظر شرح التسهيل : (١ / ٣٠) ، وقد مثل المصنف لتلك المسألة بقوله تعالى : (يَقْدُمُ قَوْمَهُ ...) إلخ ، وقوله : (... وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ...) إلخ ، وهو أحسن من تمثيل ناظر الجيش.
(٤) أي بعد ما المصدرية ، ومنه قول الشاعر (من الوافر) :
يسرّ المرء ما ذهب اللّيالي ......إلخ