حد الغموض كما جاء في دائرة المعارف الإسلامية (١) .. ولهذا السبب ؛ فإن ابن مالك نفسه أحسّ أن هذا الكتاب لا يكمل نفعه ، ولا يعم خيره إلا إذا أكمل بشرح يزيل غموضه ، ويبين المراد من عباراته واصطلاحاته وقواعده ؛ فقام بشرحه حتى يسهل الانتفاع به (٢).
وتتابعت شروح هذا الكتاب بعد شرح مصنفه من أمثال : الشيخ أبي حيان (ت ٧٤٥ ه) والمرادي (ت ٧٤٩ ه) والسمين الحلبي (ت ٧٥٦ ه) وابن هشام (ت ٧٦١ ه) وابن عقيل والدماميني ، ومحب الدين محمد بن يوسف بن أحمد المعروف بناظر الجيش .. ولقد استوقفتنا شخصية هذا العالم الأخير الذي جمع بين دراسة هذا الفن ومنصب «ناظر الجيش».
ولما كان إحياء تراثنا العربي الخالد من موجبات الحياة ومقتضيات الزمن ـ فقد شمرنا عن ساعد الجد ؛ لننفض الغبار الذي تراكم على هذا الشرح ، الذي نعتقد أنه من أعظم شروح التسهيل كما سنرى إن شاء الله تعالى ، وقد أحببنا أن يخرج إلى الحياة ويشهد نورها بعد أن ظل حبيسا في بطون المكتبات ؛ فاخترنا بعون الله وتوفيقه ـ نحن الستة ـ هذا الشرح ؛ ليكون تحقيقه ودراسته سبيلا لنيل درجة العالمية «الدكتوراه» من كلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة .. هذا ، ويمكننا أن نلخص الدوافع التي حفزتنا إلى تحقيق هذا السفر العظيم فيما يلي :
١ ـ الإسهام والمشاركة في إحياء جزء من تراثنا العربي الخالد الذي يسهم بدوره في المحافظة على لغة القرآن الكريم دستور الإسلام العظيم.
٢ ـ التعرف على شخصية ابن مالك عن قرب بدراسة مؤلف من مؤلفاته وهو «التسهيل» ، من خلال شرح ناظر الجيش له.
٣ ـ التعرف على شخصية ناظر الجيش التي لم تحظ بعناية كثير من العلماء أو الدارسين ؛ فأردنا أن نكشف الغموض الذي اكتنف هذه الشخصية العظيمة
__________________
(١) انظر دائرة المعارف الإسلامية (١ / ٣٨١).
(٢) ذكرت المصادر التي ترجمت لابن مالك أنه وصل في شرحه إلى باب : «مصادر الفعل الثلاثي» ثم أكمله ولده بدر الدين.