الفصل السابع
شخصية ناظر الجيش
النحوية
* حرص ناظر
الجيش في تأليفه «تمهيد القواعد» أو شرح التسهيل أن يجعل المطلع عليه في غنى عن
غيره من شروح التسهيل ، لهذا فصّل القول ، وناقش ، واستقصى ـ ما استطاع ـ آراء
النحاة ونصوصهم. نقل عنهم ، وحلّل قولهم ونقد رأيهم.
كما نراه ـ في
أثناء ذلك ـ يؤيد قولا ، ويدفع آخر ، ويحتج لرأي ، أو يستدرك عليه ، وأحيانا لا
يرضى عن رأي من الآراء ؛ فيأتي بآراء أخرى هي منه على النقيض ، محاولا بهذه الكثرة
الانتقاص من ذلك الرأي الأول ، وأحيانا أخرى نجده لا يظهر له تجويز بعضهم لمسألة
ما ، أو يشكل عليه رأيهم فيها ، فيردها ويبطل الرأي دون نظر إلى قدر ذلك النحوي ،
أو ذيوع صيته ، مستندا ـ فيما يقول ويقرر ـ إلى أدلة وتعليلات يصل إليها بطول باعه
في هذا الفن.
وإذا كان
صاحبنا قد قصد ـ فيما قصد ـ بهذا الشرح أن يقف قاضيا بين العالمين أو العلمين
الشامخين ـ ابن مالك وأبي حيان ـ فإنا قد وجدناه ـ من خلال شرحه ـ ناقدا بصيرا
يمتد نظره ونقده إلى أبعد من ذلك ، فيتناول النحاة المغاربة ، وغيرهم ، ومن على
شاكلتهم بالنقد النحوي الموضوعي.
رأينا له ـ في
ذلك ـ مواقف من سيبويه ، وابن السراج ، والفارسي ، وابن جني ، والزمخشري ،
والسهيلي ، وأبي البقاء ، وابن يعيش ، وابن الحاجب ، وابن هشام الخضراوي ، وابن
عصفور ، وابن مالك ، وابن الضائع ، وبدر الدين ابن مالك ، وابن أبي الربيع ، وأبي
حيان ، وغيرهم ، وهم كثير. وسنحاول اختصار ذلك وذكر بعض المناقشات والمواقف لعدد
قليل جدّا وموقف ناظر الجيش تأييدا أو معارضة ، موافقة أو مخالفة ، والكتاب يمتلئ
بالكثير ؛ فمن يريد التوسع في ذلك فليرجع إليه.
أولا : ناظر الجيش وسيبويه إمام النحاة :
في المسائل
والقضايا النحوية كان ناظر الجيش يقدم سيبويه ، وآراءه على