وهو شرح أبي حيان ، ثم يجيب على هذه الاعتراضات ويبطلها بالحجة والدليل القوي دون غرور أو استعلاء ، ويدافع عن ابن مالك إذا قذفه أبو حيان بألفاظ خارجة أو أمور جارحة ، ثم يمدح ابن مالك وأن كتبه وصيته في المشرق والمغرب ، وأن الشمس لا يستطيع أن يطفئ ضوءها أحد.
٤ ـ بعد سرد كلام ابن مالك واعتراض أبي حيان عليه ، إذا وجد ناظر الجيش أحد العلماء قد سرد المسألة بتوضيح أكثر وبيان أوضح ـ فلا يتردد في نقله ، وقد حشا الكتاب بنقول مختلفة من كتب ضاعت على مر السنين مثل : شرح الإيضاح وشرح المقرب ، وكلاهما لابن عصفور ، والإفصاح في شرح الإيضاح لابن هشام الخضراوي ، وشرح المفصل لابن عمرون. ومن كتب باقية مثل : كتب ابن عصفور والزمخشري وابن الحاجب ، كان يسرد ذلك تحت عنوان : أبحاث أو أمور أو تنبيهات قد تصل أحيانا إلى عشرة في كثير من المتن المشروح.
كما كان يعقد مقارنات بين كلام ابن مالك وكلام غيره ، فينصف ابن مالك أو ينصف غيره ، وأحيانا تكون المقارنة بين رأيين مختلفين لابن مالك في شرح التسهيل وغيره ، ولابن عصفور في شرح الجمل وغيره.
٥ ـ أظهر ناظر الجيش براعة فائقة في مناقشة القضايا والآراء والمذاهب المختلفة ، مما دل على اطلاعه الواسع ووقوفه على كثير من كتب التراث ، وهو يناقش القضية أو يذكر المسألة.
٦ ـ أكثر الشارح من الاستشهاد بالقرآن الكريم وأشعار العرب وأقوالهم وأمثالهم ، وكان يقتدي بابن مالك ، ذلك الراوية المضروب به المثل في الاطلاع الواسع على دواوين العرب والوقوف على أشعارهم. وأيضا كان يقتدي بأبي حيان العالم الكبير فريد عصره ووحيد دهره.
٧ ـ ربط ناظر الجيش أبواب الكتاب بعضها ببعض ؛ حيث كان لا يكرر الكلام ؛ وإنما كان يحيل على أبواب متقدمة سبق الكلام عنها ، أو يؤخر الحديث حتى يصل إلى باب كذا مما سيأتي ؛ فرارا من تكرار لا داعي إليه.