______________________________________________________
ومنه قول الشاعر :
١٣٠ ـ وما المال والأهلون إلّا ودائع |
|
ولا بدّ يوما أن تردّ الودائع (١) |
قال المصنف : «ومثل أهلين في مخالفة القياس جمع مرء على مرئين في قول الحسن البصري رضياللهعنه : أحسنوا أملاءكم أيّها المرءون» (٢).
ومنه أرضون (٣) : جمع أرض وهي اسم جنس جامد مؤنث دال على ما لا يعقل.
قال المصنف : «هذا النوع من الجمع قد صار عندهم دليلا على ما يستعظم ويتعجّب منه ؛ لأن أعجب الأشياء ذو العقل فألحق به في هذا الجمع الأشياء العجيبة في نفع أو ضر تنبيها على استعظامها وبذا علل الفراء عليين» (٤).
وقيل : إنما قالوا أرضون في أرض على سبيل التعويض كما فعل ذلك بسنة ونحوها ؛ لأن الأرض مثلها في التأنيث المجازي وعدة الأصول ونقص ما حقه ألا ينقص ؛ لأن الأرض اسم ثلاثي مؤنث فحقه أن يكون بتاء تأنيث ؛ فلما خلا منها ـ
__________________
(١) البيت من بحر الطويل من قصيدة للبيد بن ربيعة يرثي بها أخاه أربد صدرها ابن قتيبة في الشعر والشعراء بقوله : ومن جيّد شعره. ومطلعها كما في الديوان :
بلينا وما تبلى النّجوم الطّوالع |
|
وتبقى الجبال بعدنا والمصانع |
والقصيدة كلها جيدة ؛ انظر الديوان (ص ٨٨) والشعر والشعراء (١ / ٢٤٨).
وشاهده واضح وهو جمع أهل على أهلون.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٢٢١) ولم يذكر له إلا مرجعا واحدا هو أسرار البلاغة (ص ١٣٦).
ولم يرد في التذييل والتكميل.
(٢) انظر : شرح التسهيل (١ / ٨٢) ، والأملاء جمع ملأ ومعناها هنا الخلق. وانظر الأثر في القاموس : (١ / ٣٠). وعقب أبو حيان عليه بقوله : وهو شاذّ.
(٣) بفتح الراء في الجمع ، قيل : ليدخل الكلمة ضرب من التكسير استيحاشا من أن يوفروا لفظ التصحيح ليعلموا أن أرضا مما كان سبيله لو جمع بالتاء أن تفتح راؤه فيقال أرضات. (اللسان : أرض).
(٤) في معاني القرآن (٣ / ٢٤٧) قال : «يقول القائل : كيف جمع علّيون بالنّون وهذا من جمع الرجال والعرب إذا جمعت جمعا ولم يكن له بناء من واحده ولا تثنية قالوا في المذكر والمؤنث بالنون فمن ذلك هذا وهو شيء فوق شيء غير معروف واحده ولا اثناه.
ثم عرض بعض الجموع الّتي قصد بها الكثرة وبخاصة الأعداد. ثم قال في آخر كلامه : وكذلك علّيون ارتفاع بعد ارتفاع وكأنّه لا غاية له».