______________________________________________________
وأقول : ليس هذا استدراكا على الجزولي ، ولا على المصنف ؛ وذلك أنهما أعطيا قانونا كليّا أن التاء للغائبة ، فمتى كان الفعل للغائبة جيء بالتاء فيه ، وهذه المواضع المذكورة إنما جيء بالتاء في أفعالها ؛ لتأولها بمؤنث كما تقدم ؛ فلم تدخل التاء إلا في فعل مؤنث ؛ فالصور التي أشار إليها مندرجة فيما ذكر.
وليس في كلام المصنف أن التاء لا تكون إلا في فعل المؤنث بالوضع ؛ بل التأنيث أعم من أن يكون بالوضع أو بالتأويل ، أو يقال : التاء في الأصل إنما هي لفعل المؤنث بالوضع. وأما المؤنث بالتأويل فدخول التاء في فعله فرع. وهو بالحمل على ما تأنيثه بالأصالة.
والمصنف إنما يشير هنا إلى ما يستحق التاء بطريق الأصالة. وأما ما يحمل على ذلك ، فقد ذكره في غير هذا الموضع ، فقال في باب الفاعل :
«وتلحق الماضي المسند إلى مؤنّث أو مؤوّل به أو مخبر عنه أو مضاف إليه مقدّر الحذف تاء ساكنة» (١).
ونبه في الباب أيضا على حكم يقوم الزيود ، ويقوم الزيدون (٢).
وقال في باب المضمر (٣) : «ويأتي ضمير الغائبين كضمير الغائبة كثيرا لتأولهم بجماعة فأتى بكلّ شيء في مكانه».
البحث الثاني :
ينبغي أن يقول المصنف : والغائبات ، بعد قوله : والغائبتين ، نحو : تقوم الهندات وتقوم الهنود.
وقد يجاب عنه بأنه إنما يذكر ما تكون التاء في فعله ظاهرا أو مضمرا ، وهذا القسم ليس كذلك. وليس هذا الجواب بشيء.
قوله : أو بياء للمذكّر الغائب مطلقا أي : سواء كان مفردا أو مثنى أو مجموعا ، ـ
__________________
غيره ، وللواحد المعظم نفسه ، والياء للغائب المذكر مطلقا وللغائبات ، والتاء للمخاطب مطلقا ، وللغائبة والغائبتين.
انظر (ص ٣٤) من كتاب : المقدمة الجزولية في النحو ، تحقيق شعبان عبد الوهاب محمد.
(١) انظر تسهيل الفوائد (ص ٧٥) وقوله : تاء ساكنة فاعل تلحق ، والماضي المسند مفعوله.
(٢) قال : «وحكمها مع جمع التّكسير وشبهه وجمع المذكّر بالألف والتّاء حكمها مع الواحد المجازي التأنيث» (تسهيل الفوائد ص ٧٥).
(٣) انظر تسهيل الفوائد (ص ٢٤).