صريحا في إبداع عثمان للوضوء ، لأنّه عليهالسلام صرح بابتداع الولاة من قبله ، ولمّا كان الشيخان براء من بدعة الوضوء بقي عثمان هو المقصود في كلام الإمام لا محالة.
٤ ـ كتابة الإمام علي كيفية الوضوء لواليه محمد بن أبي بكر في جملة ما كتبه إليه ، وكان في كتابه عليهالسلام «تمضمض ثلاث مرات ، واستنشق ثلاثا ، واغسل وجهك ، ثمّ يدك اليمنى ، ثمّ اليسرى ، ثمّ امسح رأسك ورجليك .. فإني رأيت رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله يصنع ذلك» (١).
٥ ـ تنبيه وإشارة الإمام علي ـ في جملة أحاديثه الوضوئية ـ إلى أن مبعث الأحداث في الوضوء هو الاجتهاد والرأي ، وأنّ الوضوء ـ بل الدّين ـ لا يدرك بالرأي ، فكان يقول : «لو كان الدين بالرأي لكان باطن القدم أحقّ بالمسح من ظاهرها ، لكن رأيت رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله مسح ظاهرها» (٢) ، ويقول : «كنت أرى أنّ باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتّى رأيت رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله يمسح ظاهرهما» (٣).
فهو يقرر أنّ الدين ـ ومنه الوضوء ـ لا يدرك بالرأي كما يتصوره البعض ، وإلّا لكان باطن القدم أحقّ بالمسح ، فكيف يعدل عنه إلى غسل الظاهر والباطن بمحض الرأي والاجتهاد؟! ٦ ـ كانت وضوءات الإمام عليّ البيانية ـ وكذلك ابن عباس وأنس بن مالك ـ تحمل في ثناياها أدلّة من الكتاب والسنة ، وليست ادعاءات محضة لرؤية الوضوء النبوي ، لأن قول علي : «لو كان الدين بالرأي لكان باطن القدم أحق بالمسح من ظاهرها لكن رأيت رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله يمسح على أعلى قدميه» (٤) ، وما شاكله يتضمّن
__________________
(١) أنظر أمالي المفيد المطبوع في جملة مصنفاته ١٣ : ٢٦٧ ، أمالي الطوسي : ٢٩ بإسناد في ضمنه الثقفي صاحب الغارات ، وقد حرف النص المتقدم في كتاب الغارات المطبوع وقد بينا التحريف الواقع في نسخ الغارات المطبوع ، ومن أراد المزيد فليراجع مدخل الدراسة.
(٢) المصنف ١ : ٣٠ / الحديث ٦.
(٣) سنن أبي داود ٤٢ : الحديث ١٦٤.
(٤) تأويل مختلف الحديث ١ : ٥٦.