منها
: قوله : رأيت
النبي صلىاللهعليهوآله يتوضأ نحو أو مثل وضوئي هذا ، وقوله : رأيت رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله توضأ وضوئي هذا ، ولا تراه يقول مثلا : توضأت كما رأيت رسول
اللّٰه صلىاللهعليهوآله يتوضأ ، أو نحو أو مثل وضوء رسول اللّٰه صلىاللهعليهوآله ، وهذه الجمل لها دلالة نفسية على جعل وضوئه هو الميزان
والقول الفصل.
ومنها
: انحصار القبول
وغفران الذنوب بالوضوء الثلاثي ـ خصوصا مع عدم نقله للوضوء الثنائي والأحادي
الغسلات ، وورود ذلك عن جم غفير من الصحابة والتابعين ـ فهو يشير إلى تبنّي عثمان
للوضوء الثلاثي الغسلي لا غير.
ومنها
: وجود جملة «لا
يحدّث نفسه بشيء» في وضوءاته ، والتي احتملنا كونها جاءت لتزكية نفسه
وإبعاد الشبهة عنه ، إمعانا في إضفاء المشروعية على وضوئه.
ومنها
: عدم تكلّم
عثمان في أثناء وضوئه ، ليطبع عليه طابع الهالة والقدسية ، حتّى أنّه لم يكن يردّ
سلام المسلّم في أثناء وضوئه ، معلّلا ذلك بما رواه عن النبي صلىاللهعليهوآله من أنّ من توضّأ وتشهّد ولم يتكلّم بينهما غفر له ما
بين الوضوئين ، مع أن ردّ السلام واجب وليس هو كسائر الكلام ـ على فرض صحة رواية
عثمان .
كل تلك الأدلة
والقرائن والشواهد جعلتنا نطمئن إلى أن عثمان كان هو البادئ بالخلاف ، والطارح
للوضوء الثلاثي الغسلي الجديد.
عثمان والإحداث
بقي علينا أن
نوضّح السبب ـ أو الأسباب ـ التي دعت عثمان إلى إحداث هذا
__________________