هرقل
، وكانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة ويؤتي بالمفاتيح وتوضع عند رأسه. فلما كانت
تلك الليلة ، امتنع الباب أن يتغلق. فأخبروه ، فقال : ضاعِفوا عليها من الحَرس.
قال
: فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل بيت المقدس. فجاء جبرئيل إلى الصخرة
فرفعها ، قدح اللبن فشرب ، ثم ناوله قدح العسل فشرب ، ثم ناوله قدح الخمر.
فقال
: قد رويتُ يا جبريل.
قال
: أما إنك لو شرَبتَه ضلَّت أمتك وتفرَّقت عنك.
قال
: ثم أمَّ رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد بيت المقدس بسبعين نبياً. وهبط مع
جبرئيل ملك ويقول : هذه مفاتيح خزائن الأرض ، فإن شئت فكُن نبياً عبداً ، وإن شئت
ملكاً.
فأشار
إليه جبرئيل أن تواضع يا محمد.
فقال
: بل أكون نبياً عبداً.
ثم
صعد إلى السماء. فلما انتهى إلى باب السماء ، استفتح جبرئيل فقالوا : من هذا؟
قال
: محمد.
قالوا
: نعم المجيء جاء. فدخل ، فما مرَّ على ملأ من الملائكة إلا سلَّموا عليه ودعوا له
وشيَّعه مقربوها.
فمرَّ
على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من هذا
الشيخ يا جبرئيل؟
قال
: هذا أبوك إبراهيم.
قال
: فما هؤلاء الأطفال حوله؟
قال
: هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يَغذوهم.
ثم
مضى ، فمرَّعلى شيخ قاعد على كرسي ، إذا نظر عن يمينه ضحك وفرح ، وإذا نظر عن
يساره حزن وبكى. فقال : من هذا يا جبرئيل؟
قال
: هذا أبوك آدم ، إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك.