البحار
وهولها وأعاجيبها ، قال : هي سرادقات الحُجُب التي احتجب الله بها ، ولو لا تلك
الحجب لهتك نور العرش كل شيء فيه.
وانتهيت
إلى سدرة المنتهى ، فإذاً الورقة تظلُّ به أمة من الأمم. فكنت منها كما قال الله
تبارك وتعالى : كـَ (قاب
قَوسَين أو أدنى)
.
فناداني : (آمَنالرسول بِما
أُنزِلإليه مِن ربه)
، وقد كتبنا ذلك في
سورة البقرة.
فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله : يارب! أعطيتَ أنبياءك فضائل ، فأعطِني.
فقال
الله : قد أعطيتُك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي : «لا حول ولا قوة إلا بالله ،
ولا منجا منك إلا إليك».
قال
: وعلَّمَتني الملائكة قولاً أقوله إذا أصبحت وأمسيت : «اللهم إن ظلمي أصبح
مستجيراً بعفوك ، وذنبي أصبح مستجيراً بمغفرتك ، وذُلِّي أصبح مستجيراً بعِزّك ،
وفقري أصبح مستجيراً بغناك ، ووجهي الفاني البالي أصبح مستجيراً بوجهك الدائم
الباقي الذي لا يفنى».
ثم
سمعت الأذان ، فإذاًملك يؤذِّن ، لم يُرَ في السماء قبل تلك الليلة. فقال : الله
أكبر الله أكبر.
فقال
الله : صدق عبدي ، أنا أكبر.
فقال
: أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله.
فقال
الله : صدق عبدي ، إن محمداً عبدي ورسولي ، أنا بعثتُه وانتجبتُه.
فقال
: حيِّ على الصلاة ، حيِّ على الصلاة.
فقال
: صدق عبدي ودعا إلى فريضتي. فمن مشى إليها راغباً فيها محتسباً كانت له كفارة لما
مضى من ذنوبه.
فقال
: حيِّ على الفلاح ، حيِّ على الفلاح.
__________________