قال : يَسيرون على نهرين في ماء صاف في سفن الياقوت ، مجاذيفها اللؤلؤ ، فيها ملائكة من نور ، عليهم ثياب خُضر شديدة خضرتها.
قلت : يرحمك الله ، هل يكون من النور أخضر.
قال : إن الثياب هي خضر ، ولكن فيها نور من نور رب العالمين جلَّ جلاله ليَسيروا على حافَّتي ذلك النهر.
قلت : فما إسم ذلك النهر؟
قال : جنَّة المأوى.
قلت : هل وسطها غيرها؟
قال : نعم ، جنة عَدن وهي في وسط الجنان. وأما جنة عَدن ، فسورها ياقوت أحمر ، وحصاها اللؤلؤ.
فقلت : وهي فيها غيرها؟
قال : نعم ، جنة الفردوس.
قلت : فكيف سورها؟
قال : ويحك! كفَّ عنِّي ، جرحتَ عليَّ قلبي.
قلت : بل أنت الفاعل بي ذلك. ما أنا بكافٍّ عنك حتى تتمَّ لي الصفة وتخبرني عن سورها.
قال : سورها نور.
قلت : ما الغُرَف التي فيها؟
قال : هي من نور رب العالمين عز وجل ١.
«إذ يَغشَى السِدرَة ما يَغشى» ، أي يَغشى السدرة من النور والبهاء والحُسن والصفاء الذي يروق الأبصار ما ليس لوصفه منتهى.
قال في المجمع :
__________________
١. من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٢٩٦ ح ٩٠٥.