فما أدري ما الباعث
على قبول تلك الأصول وإدعاء العلم فيها والتوقُّف في هذا المقصد الأقصى!
فبالحريُّ أن يقال لهم : (أفتؤمنون
ببعض الكتاب وتَكفرون ببعض)
؟!
وأما إعتذارهم بعدم قبول الفلك للخرق
والإلتيام ، فلا يخفى على أولي الأفهام أن ما تمسكوا به في ذلك ليس إلا من شبهات
الأوهام» .
٥. وقال السيد شيَّر :
«وهو ـ المعراج ـ في الجملة من ضروريات
الدين ، ومنكره خارج عن ربقة المسلمين. ولذا قال الصادق عليه السلام :
ليس
منّا من أنكر أربعة : المعراج ، وسؤال القبر ، وخلق الجنة والنار ، والشفاعة.
وقال الرضا عليه السلام :
من
لم يؤمن بالمعراج فقد كذّب رسول الله صلى الله عليه وآله.
والذي عليه الإمامية ، أنه كان ببدنه
الشريف لا بالروح فقط ، وفي اليقظة لا في المنام ، وإلى السماء لا إلى المسجد
الأقصى فقط» .
وعليه فالمعراج النبي الشريف من
الإجماعيات ، المسلَّمة في صريح هذه العبارات والمحقَّقة عند أهل التحقيق من جميع
الفئات.
بل حتى في تعابير العامة أيضاً ، كما
تلاحظه في مثل كلام الفخر الرازي في تفسيره ، حيث استدلَّ في مقامين على إثبات
الجواز العقلي للمعراج ، وإثبات الوقوع الخارجي لمعراجه صلى الله عليه وآله. وقال
في ذلك :
__________________