فما أدري ما الباعث على قبول تلك الأصول وإدعاء العلم فيها والتوقُّف في هذا المقصد الأقصى!
فبالحريُّ أن يقال لهم : (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتَكفرون ببعض) ١؟!
وأما إعتذارهم بعدم قبول الفلك للخرق والإلتيام ، فلا يخفى على أولي الأفهام أن ما تمسكوا به في ذلك ليس إلا من شبهات الأوهام» ٢.
«وهو ـ المعراج ـ في الجملة من ضروريات الدين ، ومنكره خارج عن ربقة المسلمين. ولذا قال الصادق عليه السلام :
ليس منّا من أنكر أربعة : المعراج ، وسؤال القبر ، وخلق الجنة والنار ، والشفاعة.
وقال الرضا عليه السلام :
من لم يؤمن بالمعراج فقد كذّب رسول الله صلى الله عليه وآله.
والذي عليه الإمامية ، أنه كان ببدنه الشريف لا بالروح فقط ، وفي اليقظة لا في المنام ، وإلى السماء لا إلى المسجد الأقصى فقط» ٣.
وعليه فالمعراج النبي الشريف من الإجماعيات ، المسلَّمة في صريح هذه العبارات والمحقَّقة عند أهل التحقيق من جميع الفئات.
بل حتى في تعابير العامة أيضاً ، كما تلاحظه في مثل كلام الفخر الرازي في تفسيره ، حيث استدلَّ في مقامين على إثبات الجواز العقلي للمعراج ، وإثبات الوقوع الخارجي لمعراجه صلى الله عليه وآله. وقال في ذلك :
__________________
١. سورة البقرة : الآية ٨٥.
٢. بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٢٨٩.
٣. حق اليقين : ج ١ ص ١٢٦.