والحسين عليهما
السلام سيدَي شباب أهل الجنة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أبا ذكر ، هذا
الإمام الأزهر ، ورمح الله الأطول ، وباب الله الأكبر. فمن أراد الله فليَدخل من
الباب.
يا
أبا ذر ، هذا القائم بقسط الله ، والذابُّ عن حريم الله ، والناصر لدين الله ،
وحجة الله على خلقه في الأمم كلها.
يا
أبا ذر ، إن الله عز وجل على كل ركن من أركان عرشه سبعون ألف ملك ، ليس لهم تسبيح
ولا عبادة إلا الدعاء لعلي عليه السلام والدعاء على أعدائه.
يا
أبا ذر ، لو لا علي عليه السلام ما أبان الحق من الباطل ولا مؤمن من كافر وما
عُبِد الله ، لأنه ضرب على رؤوس المشركين حتى أسلموا وعبدوا الله ، ولو لا ذلك ما
كان ثواب ولا عقاب.
لا
يَستره من الله ستر ولا يحجبه عن الله حجاب ، بل هو الحجاب والستر.
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله : (شَرَع
لكم من الدين ما وصَّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وَصَّينا بِ إبراهيم وموسى
وعيسى أن أقيموا الدين ولا تَتَفَرَّقوا فيه كَبُر على المُشركين ما تَدعوهم إليه
الله يَجتَبى إليه مَن يَشاء ويَهدي إليه مَن يُنيب) .
يا
أبا ذر ، إن الله تبارك وتعالى تعزِّز بملكه ووحدانيته في فَردانيته ، فعرَّف
عباده المخلصين نفسه فأباح له جنته. فمن أراد أن يهديَه عرَّفه ولايته ، ومن أراد
أن يطمس على قلبه أمسك عليه معرفته.
يا
أبا ذر هذا راية الهدى ، وكلمة التقوى ، والعروة الوثقى ، وإمام أوليائي ، ونور من
أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين. فمن أحبَّه كان مؤمناً ، ومن أبغضه كان
كافراً ، ومن ترك ولايته كان ضالاً مضِلاً ، ومن جحد حقه كان مشركاً.
يا
أبا ذر ، يؤتى بجاحد حق علي عليه السلام وولايته يوم القيامة أصمٌّ وأبكم وأعمى ،
يتكبكب في ظلمات يوم القيامة ، ينادي مناد :
(يا حسرتَى على ما فرَّطتُ في جنب
__________________