الخصب ما ينتفعون به ، ودعوا من وجدوا من الناس إلي الهدى فقال لهم الناس : ما نراكم إلا تركتم أصحابكم وجئتمونا ، فوجدوا في أنفسهم من ذلك تحرجا ، وأقبلوا من البادية كلهم ، حتى دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله عز وجل : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) خرج بعض وقعد بعض ، يبتغون الخير ؛ (لِيَتَفَقَّهُوا) ويسمعوا ما في الناس ، وما أنزل بعدهم.
[١٠١٢٢] أخبرنا محمد بن سعد فيما كتب إليّ ثنا أبي ثنا عمي الحسين عن أبيه عن جده عن ابن عباس قوله : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ) قال : كان ينطلق من كل حي من العرب عصابة ، فيأتون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيسألونه عما يريدونه من أمر دينهم ويتفقهون في دينهم ، ويقولون لنبي الله صلى الله عليه وسلم : ما تأمرنا أن نفعله؟ وأخبرنا بما نقوله لعشائرنا إذا انطلقنا إليهم؟ قال : فيأمرهم نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بطاعة الله وطاعة رسوله ويبعثهم إلي قومهم علي الصلاة والزكاة ، وكانوا إذا أتوا قومهم نادوا : من أسلم فهو منا ، وينذرونهم ، حتى إن الرجل ليفارق أباه وأمه.
[١٠١٢٣] حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا الحسين بن علي ثنا عامر بن الفرات عن أسباط عن السدى قوله : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ) قال : أقبلت أعراب هذيل ، وأصابهم الجوع واستعانوا بتمر المدينة ، وأظهروا الإسلام ودخلوا ، فقال عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود له أشعرت أنه قدم منا ألف أهل بيت أسلموا جميعا؟ فقال عبد الله : والله لوددت أنه لم يبق منهم ، فكانوا يفخرون على المؤمنين ويقولون : نحن أسلمنا طائعين بغير قتال ، وأنتم قاتلتم ، فنحن خير منكم ، فآذوا المؤمنين فأنزل الله فيهم يخبرهم بأمرهم فقال : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) يقول : جميعا (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) يقول : من كل بطن منهم طائفة ، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فسمعوا كلامه ، ثم رجعوا فأخبروهم الخبر ، فجئتم على بصيرة ، ولكن إنما جئتم من أجل الطعام.
قوله تعالى : (طائِفَةٌ).
[١٠١٢٤] حدثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبى طلحة عن ابن عباس قوله : (طائِفَةٌ) يعني : عصبة.