لكون الفاعل فاعلا ؛ وإن (٤٤٠) لم يكن سببا لسببيّته (٤٤١) وذلك أيضا يوجب (٤٤٢) بطلان أوليّته التي وجبت له ، ولا يوجد على هذا السبيل إلا الأوّل الحق وحده ، وجميع ما يوصف به فإنما يوصف به على معنى القسم الأول وشرائطه.
(٨٣٥) وأما الذي هو على سبيل القسم الثاني فسائر الموجودات غير الحق الأول (٤٤٣) ، فإن جميعها يوصف بما يوصف به على معنى القسم الثاني وشرائطه إذا كانت كلّها ممكنة في حدّ ذاتها ؛ و (٤٤٤) لوجودها ووجود عامة أحوالها وأوصافها سبب هو السبب الأول ، فإن الموجود الأول هو السبب (٤٤٥) لوجود سائر الموجودات ـ منها بواسطة ، ومنها بغير واسطة ـ فيكون الأول إذا وصف مثلا بأنه قادر معناه أنه لذاته لا لسبب آخر (٤٤٦) خارج عنه بحيث يصدر عنه ما يشاء إذا شاء ، ولا يصدر عنه ما لا يشاء إذا لم يشاء ـ (٤٤٧) لا بتوسط أمر آخر غيره داخل عليه كقدرة مثلا بتوسطها هو على ما هو عليه ، ولا لأجل غاية خارجة [٨٠ ب] عن (٤٤٨) ذاته هي غير ذاته هو على ذلك ـ فيكون ذاته قدرة إذ كانت القدرة هو الأمر الذي به يكون الشيء على الوصف المذكور ، والأول ذاته هو الأمر الذي به على الوصف المذكور.
(٨٣٦) وإذا وصف بأنه مريد فمعناه أنه لذاته لا لسبب آخر خارج عنه (٤٤٩) ، بحيث يصدر (٤٥٠) ما يصدر عنه متعقّلا له لتعقّله ذاته (٤٥١) مبدء له وراضيا به و (٤٥٢) متعقّلا لرضاه بنفسه ، وتعقّله لذاته ، لا بتوسّط أمر آخر غيره داخل عليه ـ كإرادة مثلا ـ بتوسّطها هو على ما ذكر ، ولا لأجل غاية خارجة عن ذاته هي غير ذاته هو على ذلك ، فتكون ذاته إرادة ، (٤٥٣) [إذ كانت الإرادة هو
__________________
(٤٤٠) ج : والا.
(٤٤١) ج ، لر : لسببه.
(٤٤٢) لر : يوجب أيضا.
(٤٤٣) لر : الأول الحق. (٤٤٤) لر : أو.
(٤٤٥) ج : السبب الأول.
(٤٤٦) ج : لا بسبب أمر خارج. لر : لا لسبب خارج.
(٤٤٧) لر : اذا لم يشاء بذاته.
(٤٤٨) لر : من. (٤٤٩) لر : لا لسبب أمر خارج عن ذاته. ج : لا بسبب أمر خارج عنه.
(٤٥٠) لر : يصدر عنه. (٤٥١) لر خ : لذاته.
(٤٥٢) الواو ساقطة من ج. (٤٥٣) لر : ارادته.