(٨٣٣) والقسم الثاني مقابل للقسم الأول ونقيض (٤٢٥) له بالحقيقة ، إذ كان كل ما له سبب فاعل في وصفه بأنه كذا ، فلا بدّ له من صورة بها صيّره الفاعل على تلك الصفة وموضوع فيه يوجد (٤٢٦) الصورة وغاية لها ولأجلها وجدت الصورة في المادة ، فوصف بتلك (٤٢٧) الصفة.
وكذلك إن كان له صورة فله موضوع وفاعل وغاية ، وان كان له موضوع فله صورة وفاعل وغاية ، وإن كان له (٤٢٨) غاية خارجة فله فاعل وصورة وموضوع ، فلا يخلو هذا القسم من حصول الأسباب الأربعة له كلها مجتمعة ، كما يخلو القسم الأول من حصولها (٤٢٩) كلّها مجتمعة.
(٨٣٤) ونقول : (٤٣٠) إن لكل واحد من هذين القسمين وجودا في الأعيان [٨٠ آ] فالذي هو على سبيل القسم الأول ، فالأوّل الحقّ ؛ وذلك أنه لا فاعل له في حصوله بما يوصف (٤٣١) به على ما يوصف (٤٣٢) ، ولا صورة له أو ما يجري مجراها في حصوله بحيث هو على ما يوصف به ولا هيولى أو ما يجري مجراها في ذلك. ولا غاية له خارجة عن ذاته في ذلك أيضا ، إذ لو كان له سبب فاعلي [في ذلك الوصف لما كان] (٤٣٣) واجبا من تلك الجهة ، ولبطل أوليّته (٤٣٤) الواجبة له ، ولو كان له سبب صوري في ذلك لكان (٤٣٥) مركب الذات متكثّرا بها ، ولاحتاج (٤٣٦) إلى موجب له تلك الصورة ، [فبطل وحدانيّته وبطل] (٤٣٧) أوليّته أيضا.
وكذلك لو كان له هيولى أو موضوع ، فإنه كان يحتاج إلى جامع بين صورته وموضوع الصورة ، وكذلك (٤٣٨) لو كان له غاية خارجة لأجلها كان على ذلك الوصف لكان (٤٣٩) تلك الغاية سببا له فيه ـ بل سبب سببه ـ فإن الغاية سبب
__________________
(٤٢٥) لر : ونقض. (٤٢٦) لر : لوجد.
(٤٢٧) لر : بذلك. (٤٢٨) لر : لها.
(٤٢٩) لر : حصوله لها. (٤٣٠) ج : والقول.
(٤٣١) د ، م ، ج ، لر : وصف.
(٤٣٢) لر : وصف.
(٤٣٣) لر : من ذلك الوصف بما كان.
(٤٣٤) ج : وبطل أولية. (٤٣٥) ج : كان.
(٤٣٦) ج : واحتاج.(٤٣٧) ج : فتبطل وحدانيته و.
(٤٣٨) ج : وكذا. (٤٣٩) ج : كان. لر : له كان.