الوجود ونسبته إلى الوجود هذه النسبة. وإن كان منه ما هو دائم الوجود واجب باعتبار سببه ، ومنه ما ليس كذلك بل يوجد في الاعتبار تارة لأجل وجود السبب ولا يوجد تارة لاجل عدم السبب.
(٨٢١) وإما أن تكون بحيث لا يجوز أن يكون الشيء الموصوف بها سببا لها ، بل يكون سببها أمر من خارج ، ثم إن اعتبر موجودا صحّ أن تكون موصوفا بتلك الصفة ، وإن كان غير موجود فلا يصحّ.
ومثل هذا الشيء أيضا يصح أن يعتبر لها في نفسها حالة الوجود والعدم معا (٣٢١) ، ولكنه [٧٧ آ] إنما يجوز أن يكون متّصفا بتلك الصفة في إحدى الحالتين معا ، (٣٢٢) ، ذلك مثل الوجود للماهيات الممكنة الوجود ، فإن كل ماهية ممكنة الوجود [فإنها توصف بالوجود حالة كونها] (٣٢٣) موجودة ، ولا يجوز أن تكون الماهية سببا لهذه الصفة ـ لما ذكر في موضعه ـ بل يكون [أبدا سببها أمر من خارج] (٣٢٤) ، فالحال في هذه الصفة التي هي الوجود مقابلة للحال في الصفة الاخرى المتقدمة ـ وهي إمكان الوجود.
أما أولا فمن جهة أن الشيء توصف في حالتي (٣٢٥) الوجود والعدم بالإمكان ـ سواء كان شيئا [وجوده دائم ، أو شيئا] (٣٢٦) وجوده غير دائم ، ولا يوصف بالوجود إلا في إحدى الحالتين.
وأما ثانيا فمن جهة أن إمكان الوجود يكون للشيء من نفسه ، والوجود له من غيره.
(٨٢٢) وإما أن يكون بحيث لا يجوز أن يكون الموصوف بها سببا لها ، ولا أيضا أمر من خارج سببا لها ، ولا يصحّ لمثل (٣٢٧) هذا الشيء أن يكون [له حالتا وجود وعدم] (٣٢٨) ، بل ليس له إلا إحدى الحالتين ـ وهي الوجود ـ فهو دائما موصوف
__________________
(٣٢١) «معا» ساقطة من لر. (٣٢٢) «معا» ساقطة من ج.
(٣٢٣) لر : بانها توصف بالوجود حالة تكون.
(٣٢٤) لر : ابدا سببها من خارج. ج : أبدا من جهة سببها أمر من خارج.
(٣٢٥) لر : في حال. (٣٢٦) ساقطة من لر.
(٣٢٧) لر : بمثل. (٣٢٨) لر : حالتا وجود وعدم. ج : حالتي وجوده وعدمه له.
__________________
(٨٢١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٦ ، ص ٣٧.
(٨٢٢) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٦ ، ص ٣٧.