في قبول هذه الأعراض والاستعداد لها إلى أن يتخصّص طبيعيّا أو تعليميّا. والنظر في المبادي هو بحث عن لواحق هذا الموضوع ، لأن الوجود (٢٢٤) كونه مبدء غير مقوّم له ولا ممتنع فيه ، بل هو بالقياس إلى طبيعة الموجود أمر عارض له ومن اللواحق الخاصّة به ، لأنه ليس شيء أعمّ من الموجود فيلحق غيره لحوقا أوليّا ، ولا أيضا يحتاج (٢٢٥) الموجود إلى أن يصير طبيعيّا أو تعليميّا أو شيء (٢٢٦) آخر حتى يعرض له أن يكون مبدء.
(٨٠٠) [ثم المبدأ ليس مبدء] (٢٢٧) للوجود كله ، فلو كان مبدء للوجود كلّه لكان مبدء لنفسه ، بل الموجود (٢٢٨) كله لا مبدء له ، إنما المبدأ (٢٢٩) للموجود المعلول ، فالمبدأ هو مبدء لبعض الموجود ، فلذلك نبحث عن السبب الأول الذي يفيض عنه كل وجود معلول بما هو موجود معلول ، وهو علم (٢٣٠) بأول [٧٣ ب] الامور في الوجود ، وهو العلة الاولى ؛ فأول الامور في العموم هو الوجود والوحدة.
(٨٠١) أولى الأشياء بأن تكون متصورة لأنفسها الأشياء (٢٣١) العامة للامور كلها ، كالموجود والشيء و (٢٣٢) الواحد وغيره (٢٣٣).
(٨٠٢) معنى «الموجود» (٢٣٤) ومعنى «الشيء» متصوران (٢٣٥) في الأنفس ، وهما معنيان ، فالموجود والمثبت والمحصل أسماء مترادفة على معنى واحد ، ولا نشك (٢٣٦) في أن معناها قد حصل في نفس المتأمل لها ، و «الشيء» وما يقوم
__________________
(٢٢٤) لر : الموجود. (٢٢٥) لر+ : الى
(٢٢٦) الشفاء : أو شيئا. (٢٢٧) ساقطة من لر.
(٢٢٨) لر : الوجود.
(٢٢٩) الشفاء : انما المبدأ مبدء للموجود. وفى ب يمكن القراءة : للموجود المعلول أيضا.
(٢٣٠) لر : عالم. (٢٣١) لر : لأشياء.
(٢٣٢) الواو ساقطة من لر. (٢٣٣) لر : غيرها.
(٢٣٤) لر : الوجود. (٢٣٥) لر : متصورا.
(٢٣٦) لر : ولا شك.
__________________
(٨٠٠) يوجد في الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٢ ، ص ١٣ ـ ١٥.
(٨٠١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٥ ، ص ٣١ ـ ٣٢.