وإذا كانت القوة هي المبدأ (٥١٥) الأول للجسم (٥١٦) أو لغير الجسم به تصير قابلا حافظا لمثل هذه الصورة لا بالعرض كالفاعل بوجه ما ، وتكون بحيث لو لا هو لما كان الشيء بهذه الصفة ، وإن عدم سائر لواحق الشيء فهو الذي إليه ينتقل (٥١٧) أو عنه تلك الحقيقة ـ فهو القوة التي بها تدرك ، والمدرك لذاته هو أولى بأن يكون له هذه الصفة من نفسه ـ لا بالعرض ـ وذلك إذا لم يكن وجوده بغيره (٥١٨).
وعندي أني وأنت إذا تأمّلنا هذا و (٥١٩) فكرنا فيه خرج المطلوب إلا أني بعد لم اخص (٥٢٠) فيه الرأي.
(٦٥٦) س ط ـ ما البرهان علي أنا (٥٢١) قد نشعر بذواتنا شعورا عقليا (٥٢٢) لا (٥٢٣) بآلة جسمانية أو بقوة (٥٢٤) وهمية؟
ج ط ـ هذا بارد مكرر ، والبرهان عليه أنا يمكننا (٥٢٥) تجريد المعنى الكلي من ذواتنا وتعقله.
وأيضا إن كانت تلك الآلة (٥٢٦) الجسمانيّة فيها قوام حقيقة ذاتنا وجب أن لا نشعر بذواتنا البتة إلا مخلوطة ، وإن لم تكن وجب أن يكون لتلك الصورة تأدّ آخر إلى ذواتنا فتتكرر ذواتنا في ذواتنا.
(٦٥٧) وأما إدراك الحيوان لذاته إن كان هناك شعور بذاته [٥٦ ب] ـ وهو الصحيح ـ فبالوهم في مقرّ القوة الدرّاكة الباطنة التي لها مخلوطا غير ممكن التفصيل والتجريد ؛ والوهم غير النفس الحيوانية الشاعرة الاولى ، فإن الوهم لا يتوهّم ذاته ولا يثبته ولا يشعر به.
__________________
(٥١٥) عش : هو البدن. ه : هو المدرك.
(٥١٦) ه : الجسم.
(٥١٧) عشه : الشيء الذي ينتقل إليه. ل خ : الشيء الذي اليه ينتقل.
(٥١٨) ى ، لر : لغيره. (٥١٩) عشه : أو.
(٥٢٠) عشه ، ل : اخمرّ. (ل وع مهملة).
(٥٢١) ل خ : انه. (٥٢٢) عشه+ بذاتنا.
(٥٢٣) ب ، م ، د : الا.
(٥٢٤) عشه ، ل : قوة.
(٥٢٥) ل : انما يمكنا.
(٥٢٦) عشه : ان كانت الآلة.
__________________
(٦٥٦) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٢ ، ص ١٩٣