ولَوْ أَجْلَبُوا بِجَمْعِهِمْ ـ حَتَّى تَرِدَ الْحَرْثَ فِي نَزَوَاتِهَا (٢٣٨٢) وتَقْضِيَ مِنْه شَهَوَاتِهَا ـ وخَلْقُهَا كُلُّه لَا يُكَوِّنُ إِصْبَعاً مُسْتَدِقَّةً.
فَتَبَارَكَ اللَّه الَّذِي يَسْجُدُ لَه (مَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ ـ طَوْعاً وكَرْهاً) ويُعَفِّرُ لَه خَدّاً ووَجْهاً ـ ويُلْقِي إِلَيْه بِالطَّاعَةِ سِلْماً وضَعْفاً ـ ويُعْطِي لَه الْقِيَادَ رَهْبَةً وخَوْفاً ـ فَالطَّيْرُ مُسَخَّرَةٌ لأَمْرِه ـ أَحْصَى عَدَدَ الرِّيشِ مِنْهَا والنَّفَسِ ـ وأَرْسَى قَوَائِمَهَا عَلَى النَّدَى (٢٣٨٣) والْيَبَسِ ـ وقَدَّرَ أَقْوَاتَهَا وأَحْصَى أَجْنَاسَهَا ـ فَهَذَا غُرَابٌ وهَذَا عُقَابٌ ـ وهَذَا حَمَامٌ وهَذَا نَعَامٌ ـ دَعَا كُلَّ طَائِرٍ بِاسْمِه وكَفَلَ لَه بِرِزْقِه ـ وأَنْشَأَ السَّحَابَ الثِّقَالَ فَأَهْطَلَ (٢٣٨٤) دِيَمَهَا (٢٣٨٥) ـ وعَدَّدَ قِسَمَهَا (٢٣٨٦) فَبَلَّ الأَرْضَ بَعْدَ جُفُوفِهَا ـ وأَخْرَجَ نَبْتَهَا بَعْدَ جُدُوبِهَا (٢٣٨٧).
١٨٦ ـ ومن خطبة له عليهالسلام
في التوحيد وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لا تجمعه خطبة
مَا وَحَّدَه مَنْ كَيَّفَه ولَا حَقِيقَتَه أَصَابَ مَنْ مَثَّلَه ـ ولَا إِيَّاه عَنَى مَنْ شَبَّهَه ـ ولَا صَمَدَه (٢٣٨٨) مَنْ أَشَارَ إِلَيْه وتَوَهَّمَه ـ كُلُّ مَعْرُوفٍ بِنَفْسِه مَصْنُوعٌ (٢٣٨٩) وكُلُّ قَائِمٍ فِي سِوَاه مَعْلُولٌ ـ فَاعِلٌ لَا بِاضْطِرَابِ آلَةٍ مُقَدِّرٌ لَا بِجَوْلِ فِكْرَةٍ ـ غَنِيٌّ لَا بِاسْتِفَادَةٍ ـ لَا تَصْحَبُه الأَوْقَاتُ ولَا