تَرْفِدُه (٢٣٩٠) الأَدَوَاتُ ـ سَبَقَ الأَوْقَاتَ كَوْنُه ـ والْعَدَمَ وُجُودُه والِابْتِدَاءَ أَزَلُه بِتَشْعِيرِه الْمَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لَا مَشْعَرَ لَه (٢٣٩١) ـ وبِمُضَادَّتِه بَيْنَ الأُمُورِ عُرِفَ أَنْ لَا ضِدَّ لَه ـ وبِمُقَارَنَتِه بَيْنَ الأَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لَا قَرِينَ لَه ـ ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ والْوُضُوحَ بِالْبُهْمَةِ ـ والْجُمُودَ بِالْبَلَلِ والْحَرُورَ بِالصَّرَدِ (٢٣٩٢) ـ مُؤَلِّفٌ بَيْنَ مُتَعَادِيَاتِهَا مُقَارِنٌ بَيْنَ مُتَبَايِنَاتِهَا ـ مُقَرِّبٌ بَيْنَ مُتَبَاعِدَاتِهَا مُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا (٢٣٩٣) ـ لَا يُشْمَلُ بِحَدٍّ ولَا يُحْسَبُ بِعَدٍّ ـ وإِنَّمَا تَحُدُّ الأَدَوَاتُ أَنْفُسَهَا ـ وتُشِيرُ الآلَاتُ إِلَى نَظَائِرِهَا مَنَعَتْهَا مُنْذُ الْقِدْمَةَ وحَمَتْهَا قَدُ الأَزَلِيَّةَ ـ وجَنَّبَتْهَا لَوْلَا التَّكْمِلَةَ (٢٣٩٤) بِهَا تَجَلَّى صَانِعُهَا لِلْعُقُولِ ـ وبِهَا امْتَنَعَ عَنْ نَظَرِ الْعُيُونِ ـ ولَا يَجْرِي عَلَيْه السُّكُونُ والْحَرَكَةُ ـ وكَيْفَ يَجْرِي عَلَيْه مَا هُوَ أَجْرَاه ـ ويَعُودُ فِيه مَا هُوَ أَبْدَاه ويَحْدُثُ فِيه مَا هُوَ أَحْدَثَه ـ إِذاً لَتَفَاوَتَتْ ذَاتُه (٢٣٩٥) ولَتَجَزَّأَ كُنْهُه ـ ولَامْتَنَعَ مِنَ الأَزَلِ مَعْنَاه ـ ولَكَانَ لَه وَرَاءٌ إِذْ وُجِدَ لَه أَمَامٌ ـ ولَالْتَمَسَ التَّمَامَ إِذْ لَزِمَه النُّقْصَانُ ـ وإِذاً لَقَامَتْ آيَةُ الْمَصْنُوعِ فِيه ـ ولَتَحَوَّلَ دَلِيلًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَدْلُولًا عَلَيْه ـ وخَرَجَ بِسُلْطَانِ الِامْتِنَاعِ (٢٣٩٦) ـ مِنْ أَنْ يُؤَثِّرَ فِيه مَا يُؤَثِّرُ فِي غَيْرِه الَّذِي لَا يَحُولُ ولَا يَزُولُ ولَا يَجُوزُ عَلَيْه الأُفُولُ (٢٣٩٧) ـ لَمْ يَلِدْ فَيَكُونَ مَوْلُوداً (٢٣٩٨) ولَمْ يُولَدْ فَيَصِيرَ مَحْدُوداً ـ جَلَّ عَنِ اتِّخَاذِ الأَبْنَاءِ،