هؤلاء (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) بشرط الإيمان من نعيم الجنان ولقاء الرحمن (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) فنبلغك أقصى المراتب ومقامك المحمود (فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ) رجوعا اضطراريا لا اختياريا (ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ) من خسارة الدارين (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ) في الظاهر من الأنبياء وفي الباطن من إلهام الحق. (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ) في استكمال السعادة والشقاوة (بَياتاً) أي في الأزل (أَوْ نَهاراً) أي يظهر الآن ما قدّر لكم في الأزل. (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ) أي أقسم بربك الذي يريك أن وقوع الأمور الأخروية حق لأنك عبرت على الجنة والنار ليلة المعراج ظلمت بإفساد الاستعدادات. (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ) الأرواح وأرض القلوب والنفوس (أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ) لأهل السعادة ولأهل الشقاوة في الأزل (حَقٌ) (... هُوَ يُحيِي) قلوب بعضهم بالمعرفة (وَيُمِيتُ) قلوب آخرين بالجهل ، أو يحيي بالنور ويميت بالظلمة ، أو يحيي بصفة الجمال ويميت بصفة الجلال (يا أَيُّهَا النَّاسُ) يا أهل النسيان (قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ) هي خطاب (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) [الأعراف : ١٧٢] وهو داء العشق وشفاء من ذلك الداء وهو توفيق إجابة (بَلى) (لِما فِي الصُّدُورِ) وهو القلب فإنها درة صدف الصدر وهدى عناية خاصة إذ الدعوة عامة والهداية خاصة. ورحمة اتصال إمداد الفيض إلى أن يبلغ غاية الكمال ويفوز بالوصول والوصال (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ) وهو إسماع الخطاب ورحمته وهو الإبقاء على مدلول الخطاب (فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا) يجمعه أهل الدنيا في دنياهم (ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ) القلوب والأرواح فضلا عن النفوس والأشباح من الواردات والشواهد (فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً) على أنفسكم (وَحَلالاً) على غيركم أي حدثت أنفسكم بأن تحصيل هذه السعادات ونيل تلك الكرامات ليس من شأننا وإنما هو من شأن الأنبياء وخواص الأولياء (قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ) أن تعرضوا عن هذه المقامات وتحيلوها إلى غيركم وتركنوا إلى الدنيا وزخارفها (أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) بأن الدعوة اختصت بهم دوننا (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) بتسوية الاستعداد الفطري.
(وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٦١) أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٤) وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٥) أَلا