ط (اللهِ) ط (رَبُّنا) ط (عِلْماً) ط (تَوَكَّلْنا) وللعدول (الْفاتِحِينَ) ه (لَخاسِرُونَ) ه (جاثِمِينَ) ه ج إن وصل وقف على (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا) على جعل (الَّذِينَ) بدلا من الضمير في (فَأَصْبَحُوا) و (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا) حال لمعنى الفعل في الجاثمين. وإن جعل (الَّذِينَ) مبتدأ خبره (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا) وقف على (جاثِمِينَ) وعلى (فِيهَا) ومن لم يقف على (فِيهَا) وجعل (الَّذِينَ) بدلا من (الَّذِينَ) الأول وقف على (شُعَيْباً) ويستأنف بـ (كانُوا) ولا يخلو من تعسف. (الْخاسِرِينَ) ه (وَنَصَحْتُ لَكُمْ) ط لأن (فَكَيْفَ) للتعجب فيصلح للابتداء مع أن فيه فاء التعقيب. (كافِرِينَ) ه والله أعلم.
التفسير : القصة السادسة قصة شعيب ومدين اسم البلد. وقيل : اسم القبيلة لأنه شعيب بن توبب بن مدين بن إبراهيم خليل الرحمن وكان يقال له خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه ، وذلك أنه أمرهم بأشياء : الأوّل : عبادة الله ، أمرهم بها ونهاهم عن عبادة غير الله وهذا أصل معتبر في شرائع جميع الأنبياء. الثاني : تصديق ما ادعاه من النبوّة وأشار إليه بقوله (قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ) أي معجزة دالة على نبوّتي. ففي الآية دلالة مجملة على أن لشعيب معجزة ظاهرة كما ينبغي لكل مدعي نبوّة وإلا كان متنبئا ، غير أن معجزته لم تذكر في القرآن كما لم يذكر أكثر معجزات نبينا صلىاللهعليهوآله فيه. يحكى أنه دفع إلى موسى عصاه وتلك العصا ربت التنين وأيضا قال لموسى : إن هذه الأغنام تلد أولادا عنقها أسود وسائرها أبيض وقد وهبتها منك وكان الأمر كما أخبر. وكل ذلك قبل أن يستنبأ موسى. فقال أهل السنة : إن هذه الأمور علامات نبوّة موسى ويسمى إرهاصا. وقالت المعتزلة : إنها معجزات شعيب بناء على أن الإرهاص عندهم غير جائز. الثالث قوله (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ) الآية. واعلم أن للأنبياء عليهمالسلام أن يبدأوا في الموعظة بما يكون قومهم مقبلين عليه. وكان قوم شعيب مشغوفين بالبخس والتطفيف فكأنه يقول : البخس عبارة عن الخيانة بالشيء القليل وهو أمر مستقبح في العقول ومع ذلك فقد جاءت البينة والشريعة الموجبة لتحريمه فلم يبق لكم فيه عذر فأوفوا الكيل والميزان. قال في الكشاف : لم يقل المكيال والميزان كما في سورة هود لأنه أراد بالكيل آلة الكيل وهو المكيال ، أو سمى ما يكال به بالكيل كما قيل العيش لما يعاش به ، أو أريد فأوفوا الكيل ووزن الميزان ، أو الميزان مصدر كالميعاد والميلاد. الرابع (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) يقال : بخسته حقه إذا نقصته إياه ومنه قيل للمكس البخس. وفي المثل تحسبها حمقاء وهي باخس. قال ثعلب : وإن شئت قلت باخسة وذلك بتأويل الإنسان أو النسمة يضرب لمن لا يعبأ به وفيه دهاء وجربزة. خص أولا ثم عمم ليشمل جميع أنواع الظلم كالغصب