كون الحوت في جوف حوت آخر ، ولا دليل يدل على أي ذلك من أي ، فلا قول في
ذلك أولى بالحق من التسليم لظاهر التنزيل ، وأما من قال : إن الحوت الذي ابتلعه غاص في الأرض
السابعة ، فإن ثبت ذلك بخبر فلا كلام ، وإن قيل بذلك لكي يقع نداؤه في الظلمات ،
فما قدمناه يغني عن ذلك .
وإما قوله
تعالى (لا إِلهَ إِلَّا
أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ
وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) ، فلقد أخرج الإمام أحمد والترمذي والنسائي ، والحكيم
في نوادر الأصول ، والحاكم في المستدرك (وصححه) والبيهقي في الشعب وجماعة عن سعد
بن أبي وقاص عن النبي صلىاللهعليهوسلم
قال : «دعوة ذي
النون إذ هو في بطن الحوت ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع
بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له» ، وفي رواية «ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلا استجيب
له» ، وعن الحسن البصري : ما نجاه الله تعالى إلا بإقراره عن نفسه بالظلم ، وروى ابن أبي حاتم عن كثير بن معبد قال : سألت الحسن
فقلت : يا أبا سعيد اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ،
قال ابن أخي أما تقرأ القرآن قول الله تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذْ
ذَهَبَ مُغاضِباً) ـ إلى قوله : (وَكَذلِكَ نُنْجِي
الْمُؤْمِنِينَ) ، ابن أخي ، هذا اسم الله الأعظم ، إذا دعي به أجاب ،
وإذا سئل به أعطى .
__________________