عنهم قال:قال النبي صلىاللهعليهوسلم :«لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تصاوير» (١) وروى البخاري أيضا في صحيحه عن الأعمش عن مسلم قال : كنا مع مسروق في دار يسار بن نمير ، فرأى في صفته تماثيل ، فقال : سمعت عبد الله ، قال سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون» ، وروى أيضا عن نافع أن عبد الله بن عمر ، رضياللهعنهما ، أخبره أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم احيوا ما خلقتم ، وفي رواية «إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، ويقال لهم احيوا ما خلقتم» ، وروى أيضا عن ابن عباس قال : سمعت محمدا صلىاللهعليهوسلم يقول:«من صوّر صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح،وليس بنافخ» (٢).
(٣) دعوة نوح عليهالسلام : ـ كانت دعوة نوح عليهالسلام ـ كما يقول صاحب تفسير جزء تبارك ـ مؤسسة على ثلاثة أركان كما جاء في قوله تعالى : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ) (٣) : الركن الأول : ترك عبادة الأصنام (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) التي كان يعبدها أهل ذلك الزمان من دون الله ، فكان نوح يأمرهم بخلعها ، وعبادة الله وحده ، وهذا معنى قوله تعالى : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) ، والركن الثاني : تقوى الله واجتناب المعاصي والذنوب والفواحش التي تفسد عليهم صحتهم وأخلاقهم وآدابهم ، وتفكك روابط الألفة وعرا النظام بينهم ، وهذا معنى قوله تعالى : (وَاتَّقُوهُ) ، والركن الثالث : إطاعة ولي الأمر فيهم ، وهو نوح عليهالسلام نفسه ، وهذا معنى قوله تعالى : (وَأَطِيعُونِ).
__________________
(١) صحيح البخاري ٧ / ٢١٤ ـ ٢١٥ (دار الجيل ـ بيروت ١٩٨٦).
وانظر : صحيح مسلم ١٤ / ٨١ ـ ٨٦ (بيروت ١٩٨١).
(٢) صحيح البخاري ٧ / ٢١٤ ـ ٢١٧ ، وانظر : صحيح مسلم ١٤ ـ ٩٠ ـ ٩٤.
(٣) سورة نوح : آية ٣.