له عداس : وما يدريك ما يونس بن متى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ذاك أخي ، كان نبيا ، وأنا نبي فأكب عداس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه (١).
وفي تفسير الفخر الرازي عن ابن عباس ، رضياللهعنهما ، أنه قال : كان يونس عليهالسلام وقومه يسكنون فلسطين ، فغزاهم ملك وسبى منهم تسعة أسباط ونصفا ، وبقي سبطان ونصف ، فأوحى الله تعالى إلى شعيب النبي عليهالسلام أن اذهب إلى حزقيل الملك ، وقل له حتى يوجه نبيا قويا أمينا ، فإني ألقي في قلوب أولئك أن يرسلوا معه بني إسرائيل ، فقال له الملك : فمن ترى ، وكان في مملكته خمسة من الأنبياء ، فقال : يونس بن متى ، فإنه قوي وأمين ، فدعا الملك بيونس وأمره أن يخرج ، فقال يونس : هل أمرك الله بإخراجي ، قال : لا ، قال : فهل سماني لك ، قال : لا ، قال : فههنا أنبياء غيري ، فألحوا عليه فخرج مغاضبا للملك ولقومه فأتى بحر الروم فوجد قوما هيئوا سفينة فركب معهم (٢).
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى عدة أمور في هذا النص ، منها (أولا) أن الملك الذي غزا قوم يونس في فلسطين ربما كان ، فيما نميل إليه ونرجحه ، إنما هو «سرجون الثاني» الآشوري (٧٢٢ ـ ٧٠٥ ق. م) ، فهو فيما يحدثنا التاريخ ، الملك الذي غزا بني إسرائيل واستولى على السامرة ، وسبى منهم تسعة أسباط ونصف (٣) ، كما أن «نينوى» كانت عاصمة آشور وقت ذاك ، غير أن «نينوى» لا يمكن الذهاب إليها عن طريق بحر الروم (البحر المتوسط) ، إلا إذا صحت تلك الرواية التي تقول إن الحوت التقمه
__________________
(١) انظر : السير النبوية لابن هشام ٢ / ٢٦٦ ـ تحقيق أحمد حجازي السقا.
(٢) تفسير الفخر الرازي ٢٢ / ٢١٢ ، وانظر : تفسير روح المعاني ١٧ / ٨٣.
(٣) ملوك أول ١١ / ٣٥ ، محمد بيومي مهران : إسرائيل ٢ / ٨٨٤ ـ ٨٨٦ ، ٩٤٠ ـ ١٩٥٠ ، وكذا
A. G. Lie, The Inscriptions of Sargon, II, Part, I, The Annalas, P. ٦. J. Finegan, op ـ cit, P. ٠١٢.
وكذاA.L.Oppenheim ,ANET ,٦٦٩١ ,P.٨٤٢.