لعدم وجود أدلة تدعم هذا الرأي (١) ، بل إن «مارتن نوث» إنما يذهب إلى أنه ليس هناك شيء مؤكد بالنسبة لهذا الأمر ، سوى أن هذا الحادث قد وقع على حدود الدلتا الشرقية ، ومن المستحيل التحقق من مكان الحادث العظيم بدقة أكثر من ذلك ، حتى لو كانت لدينا معلومات صحيحة عن امتداد فروع البحر والبحيرات في منطقة قناة السويس الحالية في الفترة التي وقع فيها هذا الحادث (٢).
على أن هناك من يرى أن مكان انغلاق البحر إنما كان إلى الجنوب من مدينة السويس ، ومن هذا الفريق «روبرتسون» الذي خفض مستوى البحر الأحمر بما يتراوح ما بين خمسة عشرة عقدة ، وعشرين عقدة ، ليجعل عبوره من قبالة الطور ممكنا ، وبذلك يقدم للناس اتساعا معقولا ، بين سلسلة الجبال المعروفة باسم جلال الشمالية والجنوبية (٣) ، وربما قريب من هذا ما يراه البعض من أن هناك مكانا في خليج السويس يدعى «بركة قارون» يقولون : إن العبور كان بها ، وهي بعيدة عن السويس كثيرا ، بينما هناك من يرى أن بني إسرائيل قد عبروا في مكان ما ، شمالي المكان المعروف باسم «عيون موسى» في البر الأسيوي ، وهو لا يبعد كثيرا عن مدينة السويس (٤).
هذا ويرى فريق من العلماء في نص التوراة «كلم بني إسرائيل أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر ، أمام بعل صفون ، مقابلة تنزلون عند البحر» (٥) ، بعض الإشارات الموجزة ، والتي تعتبر واضحة
__________________
(١) ٣٦ E.Noville ,op ـ cit ,P ..
(٢) ١١٥ M.Noth ,op ـ cit ,P ..
(٣) سليم حسن : مصر القديمة ٧ / ١٢٨.
(٤) عبد الوهاب النجار : المرجع السابق ص ٢٠٣.
(٥) خروج ١٤ / ٢.