بما يكفي للقول بأنها تخص منطقة كان يطلق عليها في العصور الهلينستية والرومانية «بحر سربونين» (أي سبخة البردويل الحالية) ، ولكن رغم أن الإشارة دقيقة ، فإنها موجودة فقط في النص الكهنوتي (١) ، وربما كانت تصور مجهودا متأخرا ، لوضع الحادث العظيم والحاسم في مكان يتفق والوضع التقليدي للأحداث التاريخية ، ذلك لأن أقدم رواية في «البنتاتوك» (٢) تبدو وكأنها على غير دارية بمثل هذا المكان المحدد بدقة ، والذي لم نتوصل إليه حتى الآن ، وإن أشير فقط ، وبغموض ، إلى مكان «على البحر» (٣).
هذا ويذهب فريق من الباحثين إلى أن المراد بالبحر هنا «بحيرة المنزلة أو جزء منها» ، على أساس أن ترجمة «يم سوف» بالبحر الأحمر ، ترجمة خاطئة ، والصحيح «بحيرة البوص أو القصب» ، ذلك لأن كلمة «يم» ما تزال تعيش في لغتنا العربية ، ونفهم أن من معناه «الماء» ، وأما قديما فكانت تطلق على فروع النيل ، وأما كلمة «سوف» فهي كلمة دخلت في اللغة العبرية من اللغة المصرية القديمة ، وتعني «البوص» وهو نبات يكثر وجوده في المياه الضحضاحة عند مصبات الترع والمصارف العامة ، وفي بحيرة المنزلة ، قبالة «قنتير» (وهو مدينة بي رعمسيس التي بدأ منها الخروج) بصفة خاصة ، ولما كان هذا النبات الذي تمتد فروعه كالسيوف ينمو بكثرة ، وبارتفاع عظيم ، في هذه الجهة ، وكانت بلاد مصر ، ولا سيما العاصمة «بي رعمسيس» (قنتير) تأخذ منه حاجتها ، وكانت كلمة «البردي» التي أطلقت عليه من بعد لم تعرف وقت ذاك ، لأنها لم تظهر في اللغة المصرية القديمة ، إلا في عهد الدولة
__________________
(١) أنظر عن : النص الكهنوتي وغيره من مصادر التوراة (محمد بيومي مهران : إسرائيل ـ الجزء الثالث ـ الإسكندرية ١٩٧٩ ص ٩٧ ـ ١٠٦).
(٢) أنظر عن «البنتاتوك» (محمد بيومي مهران : إسرائيل ٣ / ٣٢ ، ١٣٦).
(٣) ٣٢٣.p ، ١٩٧٥ ٢ CAH ,III ,Part وكذا ١١٦ ـ ١١٥M.Noth ,op ـ cit ,P.