شاءَ اللهُ آمِنِينَ ، وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ، رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ، ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ. نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) (١).
وتذهب التوراة إلى أن يعقوب عليهالسلام ، إنما جاء ومعه كل أفراد أسرته «ست وستون نفسا» ، فضلا عن نساء بني يعقوب ، وأبناء يوسف اللذان ولدا في مصر نفسان ، جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون (٢).
(٣) استقرار بني إسرائيل في أرض جوشن :
تروي التوراة أن يوسف عليهالسلام طلب من أبيه وإخوته أن يقولوا للملك إذا ما سألهم عن صناعتهم : عبيدك أهل مواشي منذ صبانا إلى الآن نحن وآباؤنا جميعا لكي تسكنوا في أرض جاسان ، لأن كل راعي غنم رجس للمصريين (٣)» ، وهكذا يذهب إخوة يوسف إلى ملك مصر يسألونه السكنى
__________________
(١) سورة يوسف : آية ٩٩ ـ ١٠٢ ، وانظر : تفسير الكشاف ٢ / ٥٠٤ ـ ٥٠٧ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٣٣٤ ـ ٣٣٧ ، تفسير الطبري ١٣ / ١١٨ ـ ١٢٦ ، تفسير الفخر الرازي ١٧ / ٢١٠ ـ ٢١٧ ، تفسير أبي السعود ٤ / ٢٩٣ وما بعدها ، تفسير القرطبي ص ٣٤٩٢ ـ ٣٤٩٤ ، الدار المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ٤ / ٢٧ ـ ٤٠ ، محمد رشيد رضا : تفسير سورة يوسف ص ١٢٦ ـ ١٣٠ (القاهرة ١٩٣٦) ، تفسير النسفي ٤ / ٢٣٥ ـ ٢٤٠ ، صفوة التفاسير ٢ / ٦٨ ـ ٦٩ (بيروت ١٩٨١).
(٢) تكوين ٤٦ / ٢٦ ـ ٢٧.
(٣) تكوين ٤٦ / ٣٣ ـ ٣٤.