وفي قوله :
أكْثَرْتَ في العَدْلِ مُلِحّاً
دائماً |
|
لا تُكْثِرَنْ إنّي عَسَيْتُ صائِماً (١) |
فقيل إنّهما شاذّان نزل فيهما « عسى » منزلة « كان ». وقيل : بل الاسم خبر لـ « يكون » أو لـ « كون » مقدّراً ، أي : عسى الغوير أن يكون أبوُساً ، وعسيت أن أكون صائماً ، وقد يكون المضارع الذي بعدها عرياً عن « أن » فقيل : إنّ « أن » مقدّرة قبله وإنّما حذفت لقوة الدلالة عليها وهو قول الكوفيين ، وقيل بل نزل « عسى » منزلة « كاد » كما قد تنزل « كاد » منزلة « عسى ».
الظرف ، أعني « فيه » إمّا أن يتعلّق ب « تصنعوا » ولكن يلزم تقديم معمول الصلة على الموصول ، أو يتعلّق ب « عسى » ، أو حال عن فاعل « عسى ».
وتفصيل ذلك أنّه يحتمل أن يكون بمعنى الباء وحينئذ أيضاً يتعلّق به.
أو يحتمل أن يكون للتعليل وحينئذ يحتمل أن يكون متعلّقاً ب « تصنعوا » وبـ « عسى ».
ويحتمل أن يكون للمصاحبة وحينئذ فليس إلاّ حالاً عن فاعل « عسى » ، والضمير فيه إمّا على الأوّل فالظاهر أنّه راجع إلى المفزع إن كان اسم مكان ، أو إلى المفهوم منه من المفزع اسم مكان إن كان مصدراً ، أو إلى « من » المقدّرة أو « أحد » المقدّر ، فإنّ التقدير حينئذ : أعلمتكم إلى من مفزعاً أو مفزعاً إلى أحد.
ويحتمل أن يرجع إلى المعلم أي الوصية التي يوصي بها من كون فلان مفزعاً.
__________________
١ ـ قال أبوحيّان : « هذا البيت مجهول ، لم ينسبه الشُّرّاح إلى أحد » ؛ قال ابن هشام : « طعن في هذا البيت عبد الواحد في كتابه « بغية الآمل ومنية السائل » فقال : هو بيت مجهول ، لم ينسبه الشُّراح إلى أحد ، فسقط الاحتجاج به ، ولو صح ما قاله لسقط الاحتجاج بخمسين بيتاً من كتاب سيبويه ، فإنّ فيه ألف بيت عرف قائلوها وخمسين بيتاً مجهولة القائلين » ، ( شرح ابن عقيل : الشاهد ٨٤ ).