ويمازحه ويلاطفه
بلسانه ، مراوغةً مصانعةً ، لا حقيقة ، وهذه مخالقة غير طيّبة ، بل غير حسنة كما هو المنقول عن شريح القاضي الذي ضُرب به المثل في مراوغاته ومصانعاته فقيل :
( شريح أدهى من الثعلب ) .
في قضيّةٍ ينقلها الشعبي ، وجاء ذكره في
كتاب الدميري
.
فالطيب من المخالقة هي التي تكون
حقيقيّة واقعيّة ، ويستمرّ عليها حتّى تصير سجيّة ذاتيّة ، وهي المطلوبة في الدعاء الشريف .
والاُسوة والقدوة في المخالقة والمعاشرة
الطيّبة مع الناس هم أهل البيت عليهمالسلام
الذين طابت معاشراتهم مع الناس في جميع أدوار حياتهم ، في حكومتهم وغير حكومتهم ، مع أصحابهم وغير أصحابهم ، مع أوليائهم وأعدائهم ، حتّى مع خدّامهم .
كانت معاشراتهم معهم طيّبة حقيقيّة ، وصافية
صفو الماء الزلال ، وصادقةً صدق الحقّ الأبلج ، كما تلاحظ ذلك بوضوح في سيرتهم الغرّاء ، وحياتهم المباركة .
ومن أمثلة ذلك : ـ
١ ـ أمير المؤمنين عليهالسلام ... ذهب إلى السوق ،
واشترى ثوبين ، أحدهما بدرهمين ، والآخر بثلاث دراهم .
فأعطى الثوب ذا الثلاث دراهم لخادمه
قنبر المعاشر معه ، ولبس هو عليهالسلام
الثوب ذا الدرهمين .
٢ ـ الإمام الحسين عليهالسلام .. وهب بستانه
لغلامه صافي ، حتّى أنّه استأذن منه لدخوله هو إلى البستان .
وهبه له لكونه غلاماً شكوراً ، ومُنفقاً
من طعامه على كلب البُستان ، فأحسن الإمام في عشرته .
__________________________________