٣ ـ الإمام الصادق عليهالسلام .. أبطأ عليه خادمه ونام ولم ينجز ما طلبه الإمام منه ، فسار الإمام عليهالسلام في طلبه فوجده نائماً ، فجلس عند رأس الخادم ، يروّح له بيده حتّى لا يصيبه الحرّ .
وفي برهةٍ من الزمان كان الإمام الصادق عليهالسلام مبعّداً إلى الحيرة(١) من قبل المنصور الدوانيقي الذي عادى الإمام عليهالسلام ، محاربةً لعلمه الإلهي ، ومعارضةً لحقّه الشرعي ، وإغلاقاً لباب أهل البيت عليهمالسلام الذين كانوا الأصحاب الحقيقيّين لخلافة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم .
وحين وجود الإمام الصادق عليهالسلام في الحيرة كان معه خادمه المعلّى بن خنيس . وفي ليلة من تلك الليالي التي كانت من ليالي الصيف ، أمر الإمام عليهالسلام أن يُفرش له فراشه في الصحراء ، ليكون نومه وعبادته هناك .
وأمرَ أن يُؤتى بسراجٍ ومركبٍ له وللمعلّى بن خنيس .
فجيء بسراجٍ وبغلةٍ وحمار ..
فركب هو عليهالسلام الحمار ، وأمر المعلّى أن يركب البغل الذي هو أحسن من الحمار ، فذهبوا إلى الصحراء ، ثمّ ذهبوا من هناك إلى زيارة مرقد أمير المؤمنين عليهالسلام ، فتلاحظ طيب عشرته مع خادمه حيث فضّله على نفسه في المركب إيثاراً .
٤ ـ الإمام الرضا عليهالسلام .. كان يجلس على مائدة الطعام مع غلمانه وخَدَمه ، وهو سلطان الدِّين والدّنيا والآخرة .
حتّى في حال مسموميّته وتألّمه لم يترك ذلك ، بل كان يعاشرهم بأطيب المخالقة ، وأفضل معاشرة .
__________________________________
(١) الحيرة : كانت بلدة على بُعد ٥ كيلومترات من جنوب الكوفة كما في المنجد / ص ١٧٠ .