الإمام الجواد عليهالسلام
كان في أعلى درجات الجود والكرم ، وطيب الأخلاق والعشرة ، وكرامة النفس والسجيّة ، من ذلك : ـ
روي عن محمّد بن الوليد الكرمانيّ قال : أتيت أبا جعفر ابن الرّضا عليهالسلام فوجدت بالباب الذي في الفناء قوماً كثيراً ، فعدلت إلى سافر فجلست إليه حتّى زالت الشمس ، فقمنا للصلاة ، فلمّا صلّينا الظهر وجدت حسّاً من ورائي ، فالتفتُّ فإذا أبو جعفر عليهالسلام فسرت إليه حتّى قبّلت كفّه ، ثمّ جلس وسأل عن مقدمي .
ثمّ قال : سلّم فقلت : جعلت فداك قد سلّمت .
فأعاد القول ثلاث مرّات : « سلِّم ! » فتداركتها وقلت : سلّمت ورضيت ياابن رسول الله ، فأجلى الله عمّا كان في قلبي حتّى لو جهدت ورمت لنفسي أن أعود إلى الشكّ ما وصلت إليه .
فعُدت من الغد باكراً فارتفعت عن الباب
الأوّل وصرت قبل الخيل وما وراي أحدٌ أعلمه ، وأنا أتوقّع أن آخذ السبيل إلى الإرشاد إليه ، فلم أجد أحداً أخذ ، حتّى اشتدّ الحرُّ والجوع جدّاً ، حتّى جعلت أشرب الماء اُطفىء به حرّ ما أجد من الجوع والجوى ، فبينما أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل خواناً عليه طعام