وما رواه في الكافي بسنده فيه من موسى
بن أشيم قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسأله رجلٌ عن آيةٍ من كتاب الله
عزّوجلّ فأخبره بها ، ثمّ دخل عليه داخلٌ فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر
به الأوّل ، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتّى كأنّ قلبي يشرح بالسّكاكين ، فقلت في
نفسي : تركت أبا قتادة بالشّام لا يخطئ في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطئ هذا
الخطأ كلّه؟! فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسألهعن تلك الآية فأخبره بخلاف ما
أخبرني وأخبر صاحبيّ ، فسكنت نفسي فعلمت أنّ ذلك منه تقيّةٌ قال : ثمّ التفت إليّ
فقال لي : «يا ابن أشيم! إنّ الله عزّوجلّ فوّض إلى سليمان بن داود فقال : (هَـٰذَا
عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) وفوّض إلى نبيّه صلى الله عليه وآله
فقال : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)
فما فوّض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد فوّضه إلينا» .
هذا ـ وفي الجولة المختصرة تعرف انّ
التقيّة النقيّة ليست نفاقاً ولا غشّاً ولا خداعاً كما يدّعيه بعض أعداء الشيعة بل
هي وسيلة التحفظ على الدين والمتديّنين ، وكتمان الايمان المؤمنين من شرّ الأشرار
والمعادين ، كما كان مؤمن آل فرعون يكتم ايمانه ، فهل هذا هو نفاق وشقاق كما يريد
أن يصوّرها بعض الأعداء غير المتورّعين؟! ونعوذ بالله تعالى من كيد الكائدين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
__________________