كان ممّن ينكر على معاوية ظلمه وبدعه ، قتله معاوية ظلماً وغيلة ، فأنكر عليه قتله العدوّ والصديق.
وهو الذي قال له أمير المؤمنين عليه السلام :
«كيف لي بك إذا دعيت إلى البراءة منّي ، فما عساك أن تقول؟»
فأجاب : والله يا أمير المؤمنين لو قُطّعت بالسيف إرباً إرباً وأضرم لي النار وألقيت فيها ، لآثرت ذلك على البراءة منك.
فقال عليه السلام له :
«وُفّقت لكلّ خير يا حجر! جزاك الله خيراً عن أهل بيت نبيّك» (١).
وجاء في كتاب الامام الحسين عليه السلام السالف ذكره لمعاوية :
«ألست القاتل حجراً أخا كندة ، والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ولا يخافون في الله لومة لائم ، ثمّ قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكّدة أن لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ، ولا بأحنة تجدها في نفسك عليهم» (٢).
كان من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وصاحب أسراره ، وممّن أطلعه على علم كثير ، وأسرار خفيّة من أسرار الوصيّة (٣).
__________________
والأخيار ، المختوم أمره بالشهادة على يد أمير الأشرار ، وأنه من فضلاء الصحابة في تنقيح المقال : ج ١٨ ، ص ٥٧.
١. بحار الأنوار : ج ٤٢ ، ص ٢٩٠.
٢. بحار الأنوار : ج ٤٤ ، ص ٢١٢.
٣. بحار الأنوار : ج ٣٤ ، ص ٣٠٢.